في كتابه “سلطة السماء: جيل جديد من رواد الأعمال، والمعارضين، والبهائميين، والتقنيين يطالب بمستقبل الصين”، يقدم أورفيل شيل، الذي لطالما كان مؤرخًا بارزًا للصين المعاصرة على مدى ثلاثين عامًا، نظرة فريدة إلى الصين في منتصف التسعينيات والجيل الذي يقف مستعدًا ليرث “سلطة السماء”، أي الحق في حكم أكبر دولة في العالم.
قادة الصين الحاليين – الذين يبلغون من العمر بالفعل ثمانينات وتسعينات العمر – سوف يغادرون قريبًا الساحة السياسية في البلاد. وتطرح رحيلهم السؤال الأساسي: من سيتولى السلطة؟ الجيل الذي كان وريثًا طبيعيًا تم تدميره في فوضى الثورة الثقافية خلال الستينيات والسبعينيات. لذا، مع نهاية عهد دنغ، تترك لجيل جديد، بخبرات وأولويات مختلفة تمامًا، مسؤولية الاستيلاء على السلطة.
رغم أن حملة القمع التي تلت الاحتجاجات من أجل الديمقراطية في ساحة تيانانمن في عام 1989 يبدو أنها تنذر بالمصير المحتوم للاستثمار الدولي وأي فرصة للحرية السياسية، إلا أن دنغ شياوبينغ، الذي بدأ بالفعل في تنفيذ إصلاحات اقتصادية جريئة على طريقة الرأسمالية في الثمانينات، قاد الصين مرة أخرى إلى مسار الإصلاح، وبحلول عام 1992 أصبحت الصين أسرع اقتصاد نموًا في العالم. لكن الصين لا تزال مكانًا حيث يعاقب التعبير السلمي عن وجهات النظر السياسية بالسجن.
يأخذ شيل القراء في سلسلة من الرحلات داخل الجمهورية الشعبية المعاصرة ليلتقي بالأشخاص الذين قاموا بتمثيل دراما ساحة تيانانمن والذين يلعبون الأدوار الرئيسية الآن في الاندفاع السريع للصين نحو المستقبل. بالحميمية التي تملكها الصديق القديم، يقدم شيل لنا هؤلاء الشخصيات العادية والاستثنائية، ليس بالضرورة أبناء النخبة، كما قد يتوقع البعض، ولكن طلابًا، وعمالًا، وفلاحين، ورواد أعمال، ومعلمين، وجنود، ومثقفين، وزعماء عمال، ونجوم بوب.
مع نمو أهمية الصين على المسرح العالمي، يصبح من الضروري بشكل متزايد على الغرب أن يتعرف على “الصين الجديدة” ويتعرف على هؤلاء الشباب الذين يجب عليهم الآن التفاوض على طريق خروج من تناقضات بلدهم العديدة. بفضل معرفته بالتاريخ الصيني وفهمه الفريد للشعب الصيني، يعتبر شيل الكاتب المثالي لتفسير التغييرات التي ستحدد مستقبل هذه الأرض الهامة ولكن المشبوهة.
هذا الكتاب، الذي نشرته دار نشر سيمون وشوستر في سبتمبر من عام 1994، يقدم رؤية شاملة ومفصلة للتحولات التي شهدتها الصين في ذلك الوقت، ويسلط الضوء على جيل جديد من الصينيين الذين يسعون لتحديد مسار مستقبل بلدهم.