في إعلانه اليوم، أسدى الصندوق العربي للثقافة والفنون إشارات إلى فعاليات مميزة وملهمة، حيث أعلن عن الفائزين في منح آفاق الثانية لعام 2022، مُقدمًا دفعة جديدة من المشاريع الرائدة والمبتكرة في ميدان الفنون والثقافة. يعكس هذا الإعلان حقلًا متنوعًا من المبادرات الفنية التي تمتد عبر مناطق جغرافية متعددة، مما يُبرز الغنى الفني والتنوع الثقافي في المنطقة.
تأتي هذه المنحة لتدعم وتشجع مشاريع تمتاز بالشمولية والانفتاح، وتعد بتحفيز الحيوية الثقافية في المنطقة العربية. تمثل المشاريع الفائزة مدخلاً إلى عوالم جديدة، حيث يلتقي الإبداع بالتحديات الاجتماعية والثقافية.
من بين العديد من المشاريع التي حظيت بالتمويل، نجد أفلامًا تروي قصصًا مؤثرة، مثل عودة عارض الأفلام إلى سينما الذكريات بعد قضاء 30 عامًا في سجون إسرائيل. وتقدم أخرى قصص حياة فريدة، كصانعة معجزات في قرية تونسية صغيرة تواجه التحقيق القضائي، أو ككاتب جزائري في المنفى يعاني من مرض عضال ويواجه أشباح الماضي السياسي.
تأخذنا بعض المشاريع في رحلة عبر الزمن إلى مدن بيئية فاضلة، بينما ترصد أخرى حياة مصاصي الدماء في بيروت. وفي إطار آخر، تتناول بعض الأفلام الأحداث الثانوية التي تشكل ركيزة للأحداث التاريخية الكبرى، كما نرى امرأة تحاول تغطية نفقاتها في بيروت المنهارة أو أخرى تستغل حادث سيارة لتبدأ حياة جديدة.
تتنوع الأفلام بين الواقع والخيال، حيث تتضمن بعضها عناصر خيالية وصوفية، مثل أبطال يتمكنون من التحليق ومباريات كرة قدم عبثية. وفي إطار تفاعلها مع التاريخ البديل لمواقع الصدمات، تسلط بعض المشاريع الضوء على التمسك بالعلاقات الشخصية الهشة في أوقات الاضطرابات الكبيرة.
يقدم هذا الاختيار المتنوع من المشاريع نظرة مثيرة وشاملة على الرؤى الفنية والفكرية التي تنبع من الواقع المعقد للمنطقة. تكمن قوة هذه المشاريع في قدرتها على استكشاف وتصوير التحولات والتحديات التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من تجربة الحياة العربية.
وبينما يتناول بعض المُخرجين قضايا هامة وحساسة، كالهجرة والهوية والتاريخ، يستكشف آخرون الأحداث الثانوية والقصص الشخصية التي تندمج ببراعة مع السياقات التاريخية الأكبر. ومع تفاوت المواضيع والأساليب، تظهر هذه المشاريع كمحطات فنية فريدة تعكس تنوع وعمق الخيال الإبداعي في المنطقة.
وفي ختام هذا الإعلان، ينقل الصندوق رسالة إيجابية وتحفيزية للجمهور، معبرًا عن حماسه وتطلعه للتعرف على هذه الأفلام المثيرة، التي في الغالب تُعد تجارب فنية أولى للعديد من المخرجين. نأمل أن تلتئم هذه المبادرات بالنجاح وتخرج بنتائج مبهرة، مما يسهم في إثراء المشهد الفني والثقافي في المنطقة العربية.
وفيما يلي توجيهات لجنتي التحكيم للاطلاع على تفاصيل المشاريع الفائزة، وهي تحفيز للفهم الأعمق لما تحمله هذه المشاريع من قيم فنية ومحتوى غني يعزز التواصل الثقافي في المنطقة.
المزيد من المعلومات
لجنة التحكيم قد نظرت بعناية في أكثر من 332 مشروعًا، مما جعل عملية الاختيار تحديًا فنيًا مُثيرًا. وفي ظل التحديات المستمرة والأزمات التي تعصف بالمنطقة، لم يكن سهلاً على الإطلاق اتخاذ القرارات، إلا أن شجاعة وعزيمة جميع المشاركين في هذه المشاريع تألقت بوضوح. يعكس اختيار الأفلام المختارة الواقع الاجتماعي والسياسي الذي يشهده العالم العربي، وتظهر تأثيرات العنف المستمر على النفس الجماعية والفردية.
فيما يتعلق بلجان التحكيم، فقد اتسمت اختياراتهم بالتنوع والاهتمام بمواضيع ذات أهمية تاريخية وثقافية، مع التركيز على مشاكل ملحة تمس الحياة اليومية للأفراد في المنطقة. ومن خلال تفاعلهم مع هذه المواضيع، نجح المخرجون في تقديم رؤى جديدة ومثيرة، مما يسهم في بناء حوار ثقافي وفني يعكس تعدد الهويات والتحولات الاجتماعية.
في سياق التمويل، تبرز أفلام مثل “بيت بيروت” لجورج بيتر بربري من لبنان، والذي يتناول قضية المنازل المهدمة في بيروت وتأثير ذلك على حياة الأفراد. وكذلك فيلم “كالملح” لدارين حطيط من لبنان، الذي يسلط الضوء على تحديات مجتمع لبنان في مواجهة الأزمات. ومع مشاريع أخرى مثل “عائشة” لمهدي برصاوي من تونس، يُستكشف مصير امرأة في قرية تونسية صغيرة.
منحت اللجان المختصة 25 مشروعًا فقط من بين العديد من المشاريع الممتازة التي تم تقديمها. وبهذا، تُختم مرحلة المنح لعام 2022 بتلك الاختيارات التي تعكس مستوى عاليًا من الجودة والابتكار في ميدان الفنون السينمائية. يتوقع أن تكون هذه المشاريع لها تأثير إيجابي على المشهد الثقافي والفني في المنطقة، حيث تساهم في تعزيز الحوار الثقافي وتقديم رؤى جديدة تثري التجربة الفنية للجمهور.