الذي ورد في الحديث أن البراق كان يركبه الأنبياء ، وهذا عام لكل الأنبياء ، ولكن الذي ورد عنه حديثاً أنه ركبه هو أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه أفضل الصلاة والتسليم .
– ففي الحديث الذي يرويه الإمام إبن حجر العسقلاني في صحيح البخاري 🙁 كان إبراهيمُ يزورُ هاجرَ كلَّ شهرٍ على البراقِ يغْدو غدوةً فيأتي مكةَ ثُمَّ يرجعُ فيقيلُ في منزلهِ بالشامِ )
– وعليه : فإن “براق” الإسراء هو نفسه الدابة التي كان أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام يركبها لينتقل من فلسطين إلى مكة المكرمة ليزور زوجته السيدة هاجر وولده سيدنا إسماعيل- عليهما السلام.
البراق هو دابة مخصصة من قبل الله لحمل الأنبياء، وقد ورد ذكرها في بعض الأحاديث النبوية المتعلقة بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. في الحديث المشهور عن الإسراء والمعراج، حملت البراق النبي محمد من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس، ومن ثم صعدت به إلى السماوات. كما يُروى أن الأنبياء السابقين كانوا يركبون البراق، ومن بينهم النبي إبراهيم عليه السلام.
استخدام البراق من قبل النبي إبراهيم
بحسب ما ورد في التراث الإسلامي، فإن النبي إبراهيم عليه السلام كان يستخدم البراق للسفر بين فلسطين ومكة المكرمة. كان النبي إبراهيم يعيش في فلسطين مع زوجته سارة، وكان يزور زوجته الأخرى هاجر وابنه إسماعيل في مكة المكرمة. رُوي في كتاب “فتح الباري” لابن حجر العسقلاني عن حديث أبي جهيم: “كان إبراهيم يزور هاجر كل شهر على البراق، يغدو غدوة فيأتي مكة ثم يرجع فيقيل في منزله بالشام”.
وصف البراق
ورد وصف البراق في الأحاديث النبوية الصحيحة بأنه دابة بيضاء، أكبر من الحمار وأصغر من البغل، وسريعة جداً في التنقل. جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ، فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرَفِهِ”.
ليلة الإسراء والمعراج
ليلة الإسراء والمعراج هي ليلة عظيمة في الإسلام، حدثت فيها رحلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المسجد الأقصى، ثم صعوده إلى السماوات. كانت هذه الرحلة بواسطة البراق، وورد في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ربط البراق عند الحائط الغربي للمسجد الأقصى، الذي يُعرف الآن بحائط البراق. صلى النبي محمد في المسجد الأقصى ثم عاد إلى البراق ليكمل رحلته السماوية.
أهمية البراق في التراث الإسلامي
البراق ليس مجرد دابة، بل هو رمز لرحلة الإسراء والمعراج، التي تمثل معجزة إلهية لنبي الإسلام. هذه الرحلة لها دلالات دينية وروحية عميقة، حيث تؤكد على قدرة الله المطلقة، وتُظهر مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند الله. كما تُعتبر ذكرى هذه الرحلة مناسبة للاحتفال والتأمل في الرحمة الإلهية والتقدير لنعمة الإيمان.
زيارة النبي إبراهيم لمكة
كانت زيارة النبي إبراهيم عليه السلام إلى مكة لرؤية زوجته هاجر وابنه إسماعيل حدثاً ذا أهمية كبيرة في التراث الإسلامي. كانت هذه الزيارات تعكس عناية النبي إبراهيم بأسرته وتعبيراً عن حبه ووفائه لزوجته وابنه. وقد استخدم النبي إبراهيم البراق كوسيلة للتنقل بين فلسطين ومكة، مما يعكس أيضاً التقدير الإلهي لهذا النبي العظيم.
الدلالة الروحية للبراق
البراق يحمل دلالات روحية عميقة، فهو ليس مجرد وسيلة للنقل، بل هو رمز للتواصل بين السماء والأرض. الرحلات التي قام بها الأنبياء بواسطة البراق تُظهر قوة الإيمان والإرادة الإلهية في تمكين الأنبياء من تحقيق مهامهم ورسالاتهم. هذه الدلالات الروحية تذكّر المؤمنين بقدرة الله وحكمته، وتحثهم على الثبات في الإيمان والسعي لتحقيق الخير في حياتهم.
تأثير رحلة الإسراء والمعراج على المسلمين
رحلة الإسراء والمعراج لها تأثير عميق على حياة المسلمين، حيث تذكرهم بعظمة الله وقدرته، وتحثهم على التأمل في معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما تعزز من إيمانهم وتحثهم على التمسك بتعاليم الإسلام والعمل على تحقيق العدالة والخير في المجتمع. تعد ذكرى هذه الرحلة فرصة للمسلمين للاحتفال بها والتأمل في دروسها وعبرها، وتجديد العهد بالإيمان والعمل الصالح.
العلاقة بين الأنبياء والبراق
تعتبر العلاقة بين الأنبياء والبراق جزءاً من التراث الديني الذي يربط بين القصص النبوية والمعجزات. استخدام الأنبياء للبراق يعكس قدرة الله على تسخير مخلوقاته لخدمة رسله وتسهيل مهامهم. هذه العلاقة تعزز من قيمة الأنبياء في الإسلام وتؤكد على مكانتهم العالية عند الله.
الخلاصة
البراق هو دابة ذات أهمية كبيرة في التراث الإسلامي، فقد كان وسيلة لتنقل الأنبياء، وخاصة النبي إبراهيم والنبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذه الدابة ليست مجرد وسيلة نقل، بل هي رمز للقدرة الإلهية والمعجزات التي تدعم رسالات الأنبياء. رحلة الإسراء والمعراج تمثل معجزة إلهية عظيمة وتعكس مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند الله، وتذكر المؤمنين بعظمة الله وقدرته. تأمل هذه الرحلة ودلالاتها يعزز من إيمان المسلمين ويحثهم على التمسك بتعاليم الإسلام والعمل الصالح.