مكونات صبغة الشعر وأثرها

مكونات صبغة الشعر: التركيبة والتأثيرات على الشعر

صبغة الشعر هي واحدة من أكثر الطرق شيوعًا لتغيير مظهر الشعر، سواء من حيث اللون أو لمعانه أو حتى نوعيته. على الرغم من أن العديد من الأشخاص يفضلون استخدام صبغات الشعر المنزلية أو الصالونية بشكل دوري، إلا أن الكثيرين قد لا يعرفون التفاصيل الدقيقة حول المكونات التي تدخل في تركيب هذه الصبغات وكيفية تأثيرها على الشعر. في هذا المقال، سنتناول جميع مكونات صبغات الشعر، والتفاعلات الكيميائية التي تحدث خلالها، بالإضافة إلى الأثر طويل الأمد الذي قد تتركه على الشعر وفروة الرأس.

1. المكونات الرئيسية في صبغة الشعر

تحتوي صبغات الشعر بشكل عام على مكونات كيميائية رئيسية تساعد في تغيير اللون. تتنوع هذه المكونات بحسب نوع الصبغة (صبغات دائمة أو شبه دائمة أو مؤقتة)، ولكن معظم صبغات الشعر تحتوي على العناصر التالية:

أ. الأمونيا (Ammonia)

الأمونيا هي أحد المكونات الرئيسية في صبغات الشعر الدائمة، وهي المسؤولة عن فتح قشرة الشعر (الطبقة الخارجية للشعرة) للسماح للألوان بالدخول إلى داخل الشعر. يساعد فتح القشرة في عملية تفاعل الصبغة مع الشعر لتحقيق اللون المرغوب. لكن في المقابل، قد تسبب الأمونيا بعض الأضرار إذا تم استخدامها بشكل مفرط أو إذا كانت تلامس فروة الرأس بشكل مباشر لفترة طويلة، حيث قد تؤدي إلى جفاف الشعر وتهيجه.

ب. بيروكسيد الهيدروجين (Hydrogen Peroxide)

الذي يُستخدم بشكل رئيسي لتفتيح اللون الطبيعي للشعر، حيث يعمل كعامل مؤكسد. يدخل بيروكسيد الهيدروجين في التفاعل مع الصبغة لرفع درجة لون الشعر وفتح قشرتها. كما يساهم في تفاعل الصبغة مع خلايا الشعر الداخلية لتكوين اللون الجديد. في الصبغات الدائمة، لا بد من وجود بيروكسيد الهيدروجين لتحقيق اللون المطلوب، ويُعتبر من المكونات التي قد تؤدي إلى جفاف الشعر بشكل كبير في حال تم استخدامه بكثرة.

ج. الأصباغ (Colorants)

تعتبر الأصباغ العنصر الأكثر أهمية في عملية صبغ الشعر، وهي المكونات المسؤولة عن اللون النهائي للشعر. تتواجد الأصباغ في شكلين رئيسيين:

1. الأصباغ الطبيعية: هذه الأصباغ يتم استخراجها من مصادر نباتية أو حيوانية وتُستخدم في صبغات الشعر الطبيعية. مثل الحناء التي تعطي لونًا أحمر مائل للبني، أو صبغات أخرى تعتمد على الخضروات والفواكه.

2. الأصباغ الصناعية: التي تُستخدم في أغلب الأحيان في الصبغات الكيميائية، وهي عادة ما تكون مركبات صناعية تحتوي على مواد كيميائية متفاعلة مع الشعر لإعطاء اللون المطلوب. على سبيل المثال، صبغات الشعر الداكنة عادة ما تحتوي على مركبات تحتوي على الأصباغ العضوية مثل التولوين والأمينات.

د. المثبتات (Fixatives)

المثبتات هي مركبات تضاف إلى صبغة الشعر لضمان بقاء اللون لفترة أطول. تعمل هذه المواد على تثبيت الصبغة داخل الشعرة ومنعها من التلاشي بسرعة بسبب عوامل البيئة مثل الحرارة أو التعرق أو الغسيل المتكرر. بعض أنواع المثبتات تحتوي على مركبات عضوية تساعد على تحسين اللون وزيادة لمعانه.

هـ. المواد الحافظة (Preservatives)

تضاف المواد الحافظة في تركيبة صبغة الشعر للحفاظ على صلاحيتها أثناء التخزين، ومنع نمو البكتيريا أو الفطريات داخل العبوة. ومن أشهر هذه المواد “بارابين” (Parabens)، الذي يعمل كمادة حافظة للمساعدة في إطالة عمر الصبغة وحمايتها من التلوث الميكروبي.

2. أنواع صبغات الشعر

تتفاوت صبغات الشعر في قوتها وتأثيرها على الشعر بناءً على المكونات التي تحتوي عليها، ومن أبرز أنواع صبغات الشعر:

أ. الصبغات الدائمة

التي تُعد الأكثر شهرة، وتستمر لفترة طويلة جدًا. تحتوي الصبغات الدائمة على الأمونيا وبيروكسيد الهيدروجين، مما يسمح لها باختراق جذع الشعرة والتفاعل مع الأصباغ الداخلية لتغيير اللون بشكل دائم. بسبب تأثير هذه المواد الكيميائية على البنية الداخلية للشعر، قد يصبح الشعر جافًا وهشًا في حال لم يتم العناية به بشكل مناسب بعد الصبغ.

ب. الصبغات شبه الدائمة

التي لا تحتوي عادة على الأمونيا أو البيروكسيد، مما يجعلها أقل تفاعلًا مع الشعر مقارنة بالصبغات الدائمة. هذا النوع من الصبغات يظل على الشعر لفترة قصيرة (من 6 إلى 12 أسبوعًا) ولا يتسبب في تغيير دائم للون. عادةً ما تحتوي الصبغات شبه الدائمة على تركيبات أقل كثافة من المواد الكيميائية التي تعمل على تعديل اللون بشكل مؤقت.

ج. الصبغات المؤقتة

التي تتضمن استخدام صبغات يمكن غسلها بسهولة باستخدام الشامبو، ولا تحتوي على المواد الكيميائية القوية مثل الأمونيا أو البيروكسيد. هذه الصبغات تعمل فقط على الطبقة الخارجية للشعر، وتدوم لفترة قصيرة جدًا (من يوم إلى يومين) أو حتى عند أول غسلة.

3. تأثير صبغات الشعر على صحة الشعر

على الرغم من أن صبغ الشعر يمنح مظهرًا جديدًا وحيويًا، إلا أن الاستخدام المتكرر والمفرط للصبغات قد يؤدي إلى بعض الأضرار للشعر. فيما يلي بعض التأثيرات السلبية التي قد تسببها صبغات الشعر على الشعر:

أ. جفاف الشعر

يمكن أن تتسبب المواد الكيميائية المستخدمة في صبغات الشعر في إزالة الرطوبة الطبيعية من الشعر، مما يؤدي إلى جفافه. هذا الجفاف قد يؤدي إلى تقصف الشعر وضعفه، بالإضافة إلى فقدان اللمعان الطبيعي.

ب. تلف الأطراف وتقصفها

من أكثر المشاكل التي يعاني منها الأشخاص الذين يواصلون صبغ شعرهم هي الأطراف المتقصفة. المواد الكيميائية في الصبغات تؤثر بشكل مباشر على طبقة الكيوتيكل التي تحمي الشعر، مما يجعل الشعر هشًا وقابلًا للتقصف.

ج. تغير هيكل الشعر الطبيعي

قد يؤدي التفاعل بين المواد الكيميائية في الصبغة والشعرة إلى تغيير هيكلها الطبيعي. قد يعاني البعض من الشعر المجعد أو المموج نتيجة لتأثيرات المواد الكيميائية، مما يتطلب مزيدًا من العناية لترتيب الشعر.

4. كيف يمكن تقليل الأضرار الناتجة عن صبغات الشعر؟

هناك عدة طرق للتقليل من الآثار السلبية للصبغات على الشعر، من أبرزها:

• استخدام صبغات خالية من الأمونيا: حيث يُفضَّل اختيار صبغات الشعر التي لا تحتوي على الأمونيا لتقليل الأضرار.

• العناية بالشعر بعد الصبغ: من خلال استخدام زيوت مرطبة أو حمامات زيت، والتقليل من استخدام أدوات التصفيف الساخنة.

• الاستفادة من الصبغات الطبيعية: مثل الحناء أو الصبغات المستخلصة من النباتات التي لا تحتوي على مواد كيميائية ضارة.

5. خاتمة

تُعد صبغات الشعر وسيلة فعالة لتغيير مظهر الشخص بشكل جذري، لكنها تحمل في طياتها مجموعة من المكونات الكيميائية التي تؤثر بشكل متفاوت على الشعر. من خلال فهم مكونات صبغات الشعر وطريقة تأثيرها على الشعر، يمكن اتخاذ خطوات مدروسة للاختيار الأنسب منها، فضلاً عن معرفة كيفية تقليل الأضرار المرتبطة باستخدامها.