في قلب بلجيكا، تتواجد إحدى المفاعلات النووية البارزة التي تحمل اسم “دويل 2”. يعتبر هذا المفاعل جزءًا لا يتجزأ من البنية الأساسية للطاقة النووية في البلاد، وهو يمثل نموذجًا حيويًا لتوليد الطاقة بشكل نظيف وفعّال.
بدأت عملية بناء هذا المفاعل الضخم في عام 1975، وهو يعتبر نوعًا من مفاعلات المياه المضغوطة (PWR)، وهي التكنولوجيا الرائدة في مجال الطاقة النووية حيث تعتمد على تبريد الماء المضغوط لتشغيل محطة توليد الكهرباء. بفضل قدرته الصافية على توليد 445 ميجاواط من الكهرباء، يعتبر مفاعل “دويل 2” من بين المفاعلات ذات القدرة الكبيرة التي تلبي احتياجات الشبكة الكهربائية في المنطقة بكفاءة ممتازة.
بعد سنوات من العمل الجاد والجهود الهندسية المكثفة، تم ربط المفاعل بالشبكة الكهربائية لأول مرة في تاريخ 1 ديسمبر 2025، مما أضاف قطعة أساسية جديدة إلى البنية التحتية لتوليد الطاقة في بلجيكا وأوروبا بشكل عام. يُعَدّ هذا الانجاز الفني إنجازًا بارزًا في مسيرة تطوير البنية التحتية للطاقة النووية، ويعكس التزام البلاد بالاستدامة والتحول نحو مصادر الطاقة النظيفة.
بفضل حالته العملية الناجحة، يعمل مفاعل “دويل 2” حاليًا بكفاءة عالية كمصدر موثوق به لتوليد الكهرباء، مما يساهم في تلبية احتياجات الطاقة للمجتمع المحلي وتعزيز الاستقرار الاقتصادي. وبهذا، تظل بلجيكا في طليعة الدول التي تعتمد على الطاقة النووية كجزء لا يتجزأ من مزيجها الطاقي، مع التزام مستمر بالسلامة والأمان في هذا القطاع الحيوي.
تتجسد أهمية مفاعل “دويل 2” في دوره الحيوي في تلبية احتياجات الطاقة، وتوفير مصدر طاقة نظيف ومستدام، مما يعكس التزام بلجيكا بالتنمية المستدامة والحفاظ على البيئة. إن الإسهامات الإيجابية لهذا المفاعل تمتد إلى ما وراء حدود البلاد، حيث يساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة في المنطقة بشكل عام.
