يروي كتاب “مفاتيح المملكة” للكاتب جيف شير قصة صراع ضخم بين الولايات المتحدة واليابان، ولكن هذا الصراع ليس على الأراضي أو بالأسلحة، بل هو حرب اقتصادية تتم في ساحة الأسواق العالمية، حرب تهدف إلى تحقيق السيطرة الاقتصادية والتفوق. الولايات المتحدة تخسر هذه الحرب، حيث يتدفق عشرات المليارات من الدولارات سنويًا من حسابات البنوك الأمريكية إلى جيوب اليابانيين، وهذا هو المعنى الصارخ للعجز في الميزان التجاري، والذي بلغ نصف تريليون دولار خلال العقد الماضي.
لا تُخسر الولايات المتحدة بسبب أن اليابانيين مكرهون أو جشعون أو “تجار غير عادلين”، بل نخسر بسبب جشعنا وقصر نظرنا وغطرستنا. “مفاتيح المملكة” يسلط الضوء على أولى المعارك في هذه الحرب، ويتناول بمهارة فائقة الفشل البيروقراطي، وسفك الدماء السياسي، والتداول السياسي على أعلى المستويات، وأحيانًا الغباء المذهل.
صناعة الطيران والفضاء تُعتبر أهم صادرات الولايات المتحدة، حيث تجلب مليارات الدولارات وتوفر ملايين الوظائف ذات الأجور العالية، واليابانيون، بعد تطويرهم لصناعات السيارات والصلب والإلكترونيات على مستوى عالمي، لم يخفوا أن صناعة الطيران والفضاء هي هدفهم التالي.
ولكن، بالرغم من هذه المخاطر العالية، فإن حكومة الولايات المتحدة وبشكل لا يصدق، وافقت على منح اليابان بعضًا من أحدث التكنولوجيا الحساسة في مجال الطيران والتصميم، بهدف بناء طائرة تسمى “إف إس-إكس”. كيف حدثت هذه الأحداث المذهلة هو موضوع “مفاتيح المملكة”. يتناول هذا الكتاب قصة الأشخاص الذين كانوا في الخطوط الأمامية للصراع بين الولايات المتحدة واليابان، بما في ذلك المهندس الياباني الذي حلم بإعادة خلق مجد ماكينة الصفر الشهيرة، والموظف البيروقراطي الذي عارض بشدة صفقة “إف إس-إكس” وأشعل الصراع داخل الحكومة الأمريكية، والمندوب الياباني الغامض الذي يبدو أن لديه علاقات في كل مكان.
باختصار، “مفاتيح المملكة” تقدم رؤية حيوية ومثيرة للتفاصيل التي ستحدد مصير القوة الأمريكية في القرن الحادي والعشرين.