في عام 1914، شهدت معركة وارسو (الأولى) موقعًا مهمًا في الساحة الأوروبية خلال الحرب العالمية الأولى، حيث تمثلت في تواجه محوري بين القوات الروسية والألمانية. وارسو، عاصمة بولندا الحالية، كانت الموقع الذي شهد أول معركة واسعة النطاق في الحرب العالمية الأولى. بالإضافة إلى القوات الروسية والألمانية، شاركت في هذه المعركة قوات من النمسا وليمبرغ، إلى جانب قوات بولندية محلية وألمانية أيضًا.
تمثلت أهمية معركة وارسو الأولى في أنها شكلت نقطة تحول في تقدم القوات الروسية نحو الغرب. فقد كانت القوات الروسية قد استطاعت استغلال بعض الفرص في المعركة وأظهرت بعض التفوق على القوات الألمانية، مما أدى إلى فرض ضغوط على الجبهة الشرقية للمحور الألماني وإعاقة تقدمهم.
تتميز معركة وارسو (الأولى) بتنوع مشاركيها، حيث جمعت بين قوات مختلفة تمثل مصالح متعددة، بدءًا من الدول الكبرى مثل روسيا وألمانيا والنمسا، وصولاً إلى قوى محلية مثل بولندا وليمبرغ ووارسو نفسها. هذا التنوع في المشاركة له أبعاد استراتيجية وسياسية معقدة، حيث تعكس مواقف الدول المختلفة والصراعات الداخلية والتحالفات المتشابكة التي كانت تميز فترة الحرب العالمية الأولى.
في نهاية المعركة، انتصرت روسيا كقوة رئيسية، مما أدى إلى تأجيج التوترات على الجبهة الشرقية للمحور الألماني، وهو ما أثر بشكل مباشر على توجهات الحرب في الفترة اللاحقة. تعتبر هذه المعركة إحدى الفصول الهامة في تاريخ الحرب العالمية الأولى، حيث ترسخت فيها بعض الديناميات الاستراتيجية والسياسية التي شكلت تطورات الحرب في المراحل اللاحقة.