معركة ممر كاسرين، التي وقعت خلال الحملة الأمريكية الثانية في شمال أفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية، تعد واحدة من الأحداث البارزة التي شهدتها المسرح الأفريقي خلال تلك الحقبة المضطربة. وقعت المعركة في فترة من 19 فبراير إلى 25 فبراير عام 1943، وشكلت نقطة تحول هامة في المسار العسكري للتحالف الغربي ضد القوات الألمانية والإيطالية.
تميزت معركة ممر كاسرين بأنها مواجهة استراتيجية حاسمة بين القوات الأمريكية بقيادة الفريق إرفين رومل والقوات الألمانية بقيادة المشير إرفين رومل. وقد أدت سلسلة من الأخطاء التكتيكية والتنظيمية من جانب القوات الأمريكية إلى تكبد خسائر فادحة خلال العمليات العسكرية في هذا المعركة.
تمثل المعركة مرحلة مهمة في التطور التكتيكي للقوات الأمريكية في المسرح الأوروبي، حيث أظهرت الضرورة الماسة لتحسين التخطيط والتنسيق بين الوحدات العسكرية المختلفة، بالإضافة إلى تحسين القيادة والتدريب.
بعد انتهاء المعركة، تبين أن القوات الألمانية استفادت بشكل كبير من الأخطاء التكتيكية للقوات الأمريكية، ولكن بالرغم من ذلك، فإن معركة ممر كاسرين كانت درسًا قيمًا للجانب الأمريكي، حيث أدت إلى إجراءات تصحيحية وتحسينات في التكتيكات والتدريب، مما ساهم في تحسين أداء القوات الأمريكية في المعارك اللاحقة في المسرح الأوروبي.
يعتبر تحليل ودراسة معركة ممر كاسرين مهمة لفهم التحولات التكتيكية والاستراتيجية التي شهدتها الحرب العالمية الثانية، وكذلك لاستخلاص الدروس والعبر التي يمكن تطبيقها في المعارك الحديثة وفي تطوير العمليات العسكرية في المستقبل.