مصنع تراكتور ستالينغراد (Stalingrad Tractor Factory) كان من بين العوامل الحيوية والتي شكلت أحداثًا ملحمية في الحرب العالمية الثانية، حيث يُعتبر رمزًا للصمود الروسي والصناعة الحربية خلال فترة الصراع. يقع المصنع في مدينة ستالينغراد السوفيتية (المعروفة الآن باسم فولغوغراد)، وهي مدينة استراتيجية مهمة جدًا في طريق النازية نحو الشرق.
بدأ بناء مصنع تراكتور ستالينغراد في عام 1930، وأصبح واحدًا من أكبر المصانع في الاتحاد السوفيتي وفي العالم بأسره. كان المصنع ينتج معدات زراعية وعسكرية، مثل الدبابات والمدافع الثقيلة، وكان له دور بارز في دعم الجبهة الشرقية خلال الحرب.
خلال معركة ستالينغراد الشهيرة، التي دارت بين أغسطس 1942 وفبراير 1943، تحول المصنع إلى موقع معارك عنيفة. حاولت القوات الألمانية بقوة الحصار والهجوم المستمر السيطرة على المصنع، ولكن العمال والمدافعين السوفيتيين تصدوا بشجاعة هائلة. تحول المصنع بالكامل إلى حصن للدفاع، حيث استخدم العمال الآلات الثقيلة في تحويل المصنع إلى مواقع دفاعية.
وقد ساهمت معارك المصنع في تشتيت جهود النازية والحد من تقدمهم نحو الشرق، وكان لها تأثير كبير في تغيير مجرى الحرب. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت معركة ستالينغراد بشكل عام نقطة تحول في الحرب العالمية الثانية، حيث تحولت منذ ذلك الحين الميزان إلى صالح القوات الحلفاء.
بعد انتهاء الحرب، تم إعادة بناء مصنع تراكتور ستالينغراد، واستأنف الإنتاج والنشاط الصناعي بهدف إعادة إعمار البلاد بعد الدمار الذي لحق بها خلال الصراع العالمي. وتظل تلك الفترة من التاريخ مليئة بالتضحيات والبطولات التي لا يمكن نسيانها في قصة مصنع تراكتور ستالينغراد ودوره الحاسم في تحولات الحرب العالمية الثانية.