معركة كورفو، التي جرت في عام 1084، تعد واحدة من الصفحات المثيرة في سجلات الحروب والتصفوف العسكرية، حيث اندلعت في جزيرة كورفو اليونانية الجميلة. وتظل هذه المعركة خالدة في ذاكرة التاريخ بفضل مشاركة متعددة الأطراف وتداولات السلطة التي لحقت بها.
في هذا الصراع الضاري، تداولت قوى متعددة بأرض كورفو، حيث تبارت الجيوش اليونانية والنورمانية والبندقية على هذا الأرض الاستراتيجية. كانت مشاركة اليونانيين واضحة، إذ كانوا يدافعون بكل شراسة عن تراثهم وأرضهم. وفي المقابل، جاءت القوات النورمانية، تحت قيادة الفرسان البارعين، مستعدة لفرض سيطرتها على هذا الواجهة البحرية الحيوية.
لا تقل أهمية دور البندقية في هذا الصراع، حيث أرسلت أسطولها البحري القوي إلى هذه المياه المحاطة بجزيرة كورفو. ومع اشتباك هؤلاء الأعظم في مياهها، أخذت المعركة بعدها البحري، حيث شهدت السفن البندقية واليونانية مواجهات محمومة مع الأسطول النورماني.
وكما جرت العادة في تلك الفترة، شهدت المعركة استخدامًا مكثفًا لتكتيكات الحرب البحرية، حيث اندلعت معارك بحرية مثيرة بين السفن المقاتلة. ومن الجدير بالذكر أن مصادر إضافية استشيرت في هذا السياق تشير إلى مشاركة 9 سفن تريماران فينيسية و4 سفن قتالية بيزنطية، مما يبرز حجم القوة والتكتيك المستخدمين في هذا الصراع البحري.
وفي نهاية اليوم، ارتفعت راية النورمان الفائزة، حيث تمكنوا من تحقيق النصر في هذه المعركة البحرية الحاسمة. بينما كان اليونانيون وحلفاؤهم البندقيين يواجهون هزيمة مريرة، لتظل كورفو محل تاريخ حافل بذكرى تلك الفترة الحاسمة في تصفوف الصراعات البحرية.
وبهذا يظل لدى تلك المعركة مكانة خاصة في المؤرخ، حيث يندرج تأثيرها ضمن إطار أوسع للصراعات بين الإمبراطورية البيزنطية والنورمان، مما يجسد تداخل القوى والصراعات في تلك الفترة الزمنية الحرجة.