عام 1814، شهدت مدينة فالنسيا في فنزويلا معركة هامة ضمن الصراعات التي اندلعت في فترة الحرب الإستقلالية الفنزويلية. كانت هذه المعركة جزءًا من سلسلة من المواجهات القائمة بين القوات المستقلة الفنزويلية والقوات الموالية للإمبراطورية الإسبانية، حيث كانت الأخيرة تسعى جاهدة للحفاظ على سيطرتها على المستعمرة.
تمثلت أهمية معركة فالنسيا الثانية في عام 1814 في أنها جاءت في سياق واسع النطاق للصراع الدائر في فنزويلا، حيث كانت المدن الرئيسية تتناوب بين الولاء للإسبان والتمرد عليهم. كانت فالنسيا محطة حيوية على الطريق بين العاصمة كراكاس والساحل الشمالي للبلاد، مما جعل سيطرتها أمراً حيوياً لكل من القوات الإسبانية والثوار الفنزويليين.
بالرغم من الجهود الباسلة التي بذلها المقاتلون الفنزويليون المتمردون في مواجهة القوات الإسبانية، إلا أن نتيجة المعركة كانت لصالح الإسبان، حيث تمكنوا من السيطرة على فالنسيا وكسر حمايتها لقوى المقاومة. وبعد المعركة، تمت مجزرة الخاسرين، حيث شهدت المدينة أحداث عنف واسعة النطاق.
تعتبر هذه المعركة والأحداث المتلاحقة نقطة تحول هامة في تاريخ الحرب الإستقلالية الفنزويلية، حيث أضعفت سيطرة القوى الثائرة وزادت من قوة الإسبان في الإقليم. ومع ذلك، لم تكن هذه المعركة النهائية، بل كانت جزءًا من سلسلة من المواجهات التي استمرت لسنوات عدة حتى تمكنت فنزويلا في النهاية من تحقيق استقلالها من الإمبراطورية الإسبانية في عقد الثلاثينيات من القرن التاسع عشر.