في عام 1860، شهدت مدينة شنغهاي في الصين أحداثًا مهمة في إطار الصراعات التي كانت تجتاح البلاد في تلك الحقبة، حيث كانت الصين تعاني من آثار التمزق والفوضى الناجمة عن تمرد التايبينغ. وقد اندلعت هذه الصراعات كجزء من تمرد التايبينغ، الذي كان يهدف إلى الإطاحة بحكم الداي وإقامة دولة تايبينغ الإسلامية.
تواجهت مجموعة متنوعة من القوى والفصائل في المعركة، حيث شاركت مدينة شنغهاي نفسها إلى جانب مدينة نانجينغ والتي كانت تدعمان النظام الإمبراطوري، بينما انضمت قوات التمرد التايبينغ بقيادة رينغان والتي كانت تمثل التيار الرئيسي للتمرد. كما شاركت قوات من منطقة سونغجيانغ وتشينغبو وهونغ وفرنسا وبريطانيا في هذه المعركة الحاسمة.
وتأتي هذه المعركة ضمن سياق تمرد التايبينغ الذي استمر لعقود، وكانت تعد جزءًا من جهود القوى الإمبراطورية والأجنبية للسيطرة على التمرد واستعادة الاستقرار في الصين. وبعد معارك طويلة ومؤلمة، انتصرت المملكة المتحدة وفرنسا في هذه المعركة، وتمكنوا من هزيمة التمرد التايبينغ وتحقيق النصر في شنغهاي.
يجدر بالذكر أن هذه المعركة لم تكن بالسهولة التي قد يبدو عليها، حيث شهدت اشتباكات عنيفة ومواجهات دامية بين القوات المتصارعة، مما أسفر عن خسائر فادحة بين الأطراف المشاركة. وعلى الرغم من النصر الذي حققته المملكة المتحدة وفرنسا، إلا أنها دفعت ثمنًا باهظًا من خلال فقدان الأرواح والدمار الذي لحق بالمنطقة.
وتظل هذه المعركة محفورة في ذاكرة التاريخ كجزء من الصراعات الدامية التي شهدتها الصين في تلك الحقبة، وتبرز أهمية فهم السياق التاريخي والسياسي لتلك الفترة من تاريخ الصين، وتأثيراتها على مسارها التاريخي والثقافي المتجدد.