معركة سيفاستوبول التي جرت في فترة العامين 1854-1855، تمثلت في إحدى المعارك الرئيسية خلال الحرب القرمية، التي شهدت صراعًا محوريًا بين القوى الإمبراطورية الروسية من جهة، وبين الدول الغربية بقيادة المملكة المتحدة وفرنسا من جهة أخرى. تقع مدينة سيفاستوبول في أوكرانيا، حيث برزت كمركز استراتيجي هام على الساحل الجنوبي لشبه جزيرة القرم.
تمثلت المعركة في محاولات متكررة من القوات المتحالفة، بما في ذلك القوات البريطانية والفرنسية، لاسترداد والسيطرة على مدينة سيفاستوبول من القوات الروسية المدافعة عنها بإصرار وشراسة. وقد ترتبت عمليات القتال على مدى فترة طويلة، حيث شهدت معارك مستمرة بين الطرفين، وتبادل للهجمات والهجمات المضادة.
تضمنت المعركة العديد من المشاهد الدموية والمعارك الكبرى مثل معركة الملعب ومعركة مالاكوف. وكانت تلك المعارك حاسمة لمسار المعركة بشكل عام، حيث شكلت نقاط تحول في مسار الحرب وفيما إذا كانت القوات المتحالفة ستنجح في هزيمة القوات الروسية واستعادة السيطرة على سيفاستوبول أم لا.
رغم تحمل الجانب الروسي للعديد من التحديات والهجمات المتواصلة، إلا أنه استمر في المقاومة بشراسة. إلا أن الضغط الدائم والهجمات المتكررة من القوات المتحالفة، بما في ذلك التحالف بين المملكة المتحدة وفرنسا، ساهم في تقهقر القوات الروسية وضعف مواقعها في المدينة.
وبالرغم من الصعوبات والتضحيات التي تكبدتها القوات المتحالفة، إلا أنها استطاعت في النهاية تحقيق النصر في المعركة، حيث تمكنت من السيطرة على سيفاستوبول. وبذلك، انتهت المعركة بانتصار القوات المتحالفة، بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا، وانكسار القوات الروسية.
تعد معركة سيفاستوبول واحدة من أبرز المعارك في تاريخ الحروب العسكرية، حيث تركت بصمة عميقة في تاريخ الصراعات العسكرية في القرن التاسع عشر، وأثرت بشكل كبير على توزيع القوى والسياسات الدولية في الفترة التالية.