المعركة التي وقعت في ستيرلينغ خلال فترة تمتد من 1745 إلى 1746، جزء لا يتجزأ من تمرد جاكوبيت (الأربعين وخمسة وأربعين)، تمثل نقطة تحول حاسمة في تاريخ المملكة المتحدة. بعد أن تمكنت قوات الجاكوبيت الاسكتلندية، بقيادة شارلز إدوارد ستيوارت (المعروف باسم بوني برينس تشارلز)، من تحقيق سلسلة من الانتصارات البادرة في إسكتلندا، بما في ذلك اجتياح إنجلترا، انتهت المعركة في ستيرلينغ بفشل التحالف الجاكوبيتي وانتصار الهانوفريون.
تمثلت القوى المشاركة في هذا الصراع في تجمع دولي شديد التنوع، حيث شملت إسكتلندا وإنجلترا بالإضافة إلى مشاركة فرنسية. على الجانب الجاكوبيتي، كانت التحالفات تشمل القوات الاسكتلندية والإنجليزية، مع مشاركة فرنسية محدودة. ومن الجانب الهانوفري، كانت القوات تمثل مصالح الحكم البريطاني الرسمي بقيادة ويليام أوغست، دوق كمبرلاند.
تمتاز المعركة بموقعها الحاسم، حيث جرت في ستيرلينغ، بالقرب من الأجسام المائية الهامة والطرق التي كانت تربط بين القواعد الاسكتلندية والإنجليزية. وقد تم تصورها على أنها فرصة حاسمة لقوات الجاكوبيت لتعزيز سيطرتها والتقدم نحو العاصمة البريطانية.
ومع ذلك، فإن فشل الجاكوبيت في الفوز في هذه المعركة أثر بشكل كبير على مسار التاريخ، حيث تحطمت آمالهم في تحقيق تحول سياسي معاكس. بعد المعركة، تبعت سلسلة من الهزائم للجاكوبيت، وواجهوا قمعًا قاسيًا، بما في ذلك معركة كالودن، حيث انتهت الثورة بسقوط عدة آلاف من أتباع الجاكوبيت، مما أثر على التوازن السياسي والاجتماعي في بريطانيا لسنوات قادمة.
باعتبارها جزءًا من تاريخ الصراعات البريطانية، فإن معركة ستيرلينغ تعكس تداعيات الانقسامات الداخلية والتحالفات الدولية في فترة زمنية حرجة، حيث كانت النتائج ترسم خريطة جديدة للقوى في المملكة المتحدة وتحديد مسارها المستقبلي.