عام 1264، شهدت جزيرة ساسينو الموجودة قبالة الساحل الجنوبي لألبانيا معركة ضارية بين القوى البحرية البندقية والجينوفية، ضمن سلسلة من الصراعات المعروفة باسم “حروب البندقية الجينوفية”. تعتبر هذه المعركة جزءًا من سلسلة أحداث استمرت لعدة عقود بين البندقية وجنوة، اللتين كانتا في ذلك الوقت من أهم القوى البحرية والتجارية في البحر المتوسط.
بدأت المعركة بتجمع قوات البندقية والجينوفة في المياه الإستراتيجية المحيطة بجزيرة ساسينو. تصاعد التوتر بين الطرفين نتيجة للمنافسة الشديدة على السيطرة على التجارة البحرية والموارد البحرية في المنطقة. كانت البندقية تسعى لتعزيز نفوذها وسط البحر الأدرياتيكي وإحكام سيطرتها على الممرات المائية الحيوية، بينما كانت جنوة تطمح إلى توسيع نفوذها وتحقيق مكاسب تجارية أكبر في المنطقة.
بدأت المعركة بتبادل نيران القوات البحرية للجانبين، حيث شهدت المياه الزرقاء المتلاطمة مواجهات محمومة بين سفن الحرب البندقية والجينوفية. تميزت المعركة بمناورات بحرية متقنة واستخدام تكتيكات مبتكرة من الطرفين، حيث حاول كل منهما الإمساك بالزمام العلوي للمعركة.
بينما كانت القوات البندقية تحاول تكسير خطوط الجينوفيين، استخدمت جنوة تكتيكات محكمة وتنسيقاً عالياً بين سفنها لتحقيق الأفضلية في المعركة. وبعد ساعات من المواجهة الشديدة، نجحت جنوة في تحقيق النصر على البندقية.
انتهت المعركة بانسحاب البندقية من الميدان، بينما احتفظت جنوة بالسيطرة على الساحة البحرية وضمنت تفوقها في المنطقة. بالتالي، تم تحديد الفائز بالمعركة بوضوح بصالح جنوة، التي استطاعت تحقيق أهدافها الاستراتيجية وتعزيز نفوذها في المنطقة على حساب البندقية.
تعتبر معركة ساسينو في عام 1264 نقطة تحول هامة في الصراعات البحرية بين البندقية وجنوة، حيث أثبتت قوة الجينوفيين وكفاءتهم العسكرية في مواجهة منافسهم التقليدي. كما أنها أسهمت في تعزيز سيطرة جنوة على المياه البحرية وتأكيد مكانتها كإحدى القوى البحرية الرئيسية في البحر المتوسط في تلك الفترة من التاريخ.