عام 1943 شهدت جبهة شمال إفريقيا في إطار الحرب العالمية الثانية واحدة من المعارك الحاسمة التي قادت إلى تغيير مسار الصراع في المنطقة، وذلك بمعركة خط ماريث. هذه المعركة التي دارت في تونس، على طول خط ماريث، الذي كانت القوات المحورية تعتمد عليه كخط دفاع رئيسي ضد الهجمات الحلفاء.
تمثلت قيمة هذا الصراع الاستراتيجي في محاولة الحلفاء، بقيادة بريطانيا ونيوزيلندا، في كسر خطوط الدفاع الألمانية والإيطالية والتقدم نحو شمال تونس. وقد كانت المعركة تتميز بمشاركة متعددة الأطراف، حيث شاركت فيها القوات البريطانية والنيوزيلندية وقوات من شمال إفريقيا بشكل بارز، بالإضافة إلى قوات تونس ومناطق الجبال المطلة على المنطقة.
رغم التحديات الجغرافية التي فرضها المواقع الجبلية والتضاريس الوعرة، إلا أن الحلفاء نجحوا في تكتيكاتهم واستخدموا تنسيقًا جيدًا بين القوات البريطانية والنيوزيلندية، مما ساعدهم على اختراق الخط الدفاعي للمحور والسيطرة على المنطقة المحيطة بالخط.
وبنتيجة هذه المعركة الهامة، تمكنت المملكة المتحدة ونيوزيلندا من تحقيق الانتصار على القوات الألمانية والإيطالية، مما أدي إلى تغيير الديناميكيات الإستراتيجية في شمال إفريقيا وفتح الباب أمام تقدم الحلفاء نحو الشمال وتحرير تونس.
بهذا، تكون معركة خط ماريث قد شكلت نقطة تحول حاسمة في مسار الحرب العالمية الثانية في المنطقة، وقد تركت بصمات عميقة في تاريخ الصراعات العسكرية والاستراتيجية.