في العام -331 قبل الميلاد، اندلعت واحدة من أهم وأكثر المعارك إثارة في تاريخ الحروب والفتوحات، وهي معركة جوجاميلا. وقعت هذه الصراعة الحاسمة في أراضي العراق، عند إحداثيات جغرافية تظهرها الخطوط العرض 36.56 والطول 43.444، في موقع استراتيجي يجمع بين الأماكن المهمة والتضاريس الملائمة لاستضافة معركة ملحمية.
المعركة جزء من سلسلة فتوحات الإسكندر الأكبر، الذي كان يسعى إلى توسيع إمبراطوريته الواسعة. يُشار إلى هذه الحرب بـ “فتوحات الإسكندر الأكبر”، حيث شهدت معركة جوجاميلا الفاصلة ضمن هذا السياق الواسع. كانت المشاركين في هذا الصدام الضخم يمثلون أممًا قوية، حيث تجمعت أعداد كبيرة من القوات من مصر وفارس وغيرها، وكانت المعركة تعد نقطة تحول في تاريخ المنطقة.
في تلك الفترة الزمنية، كانت مصر وفارس القوتين الرئيسيتين التي خاضتا صراعًا ملحميًا على أرض العراق، وحيث كانت جوجاميلا مسرحًا لهذه الصراعات الضارية. بينما كانت مصر تسعى لتوسيع نفوذها، كانت فارس تدافع بكل قوة عن إمبراطوريتها.
تمثلت النتيجة النهائية لهذه المعركة العنيفة في تفوق مقدونيا، حيث كان القائد الشهير الإسكندر الأكبر في زمام المبادرة. فازت مقدونيا بالمعركة، وهو إنجاز عظيم أضاف إلى إرث الإسكندر العسكري والتاريخي. وبذلك، انحسرت نفوذ فارس، التي كانت تعد إحدى الإمبراطوريات الكبرى في تلك الفترة، أمام هيمنة مقدونيا.
تعد معركة جوجاميلا من بين المعارك التي يتم دراستها بعناية في مختلف مصادر التاريخ والحروب، وتعتبر مصادر مثل “Encyclopedia of Warfare” و”Showalter” و” Battles Map by Map” مراجع هامة استُشير إليها لاستنتاج تفاصيل هذه المعركة الهامة. يُشير مصطلح “Lehmann Zhukov Scale” إلى مقياس تقييم للمعارك، حيث حصلت جوجاميلا على تقييم 4.0، مما يظهر الأهمية الاستراتيجية والتكتيكية الكبيرة لهذا الصدام.
إن معركة جوجاميلا ليست مجرد صفحة في كتاب التاريخ، بل هي محطة حاسمة شكلت مسار التاريخ في تلك الحقبة، واستمرت في تأثير الأحداث اللاحقة في العالم القديم.