معركة ترتري، التي وقعت في عام 687 ميلاديًا في فرنسا، تمثل نقطة تحول مهمة في الصراعات الداخلية في الفرانكيين، والتي كانت جزءًا من حروب الأنظمة الفرانكية. تأتي هذه المعركة في إطار سلسلة من الصراعات التي شهدتها المملكة الفرنكية بين أوستراشيا ونوستريا، والتي كانت تتصارع على السلطة في الفترة الزمنية بين القرن السابع والثامن.
من خلال الاطلاع على المعلومات المتاحة، يظهر أن المعركة جرت في منطقة ترتري بفرنسا، وشهدت مشاركة عدة أطراف من الفرانكيين، بما في ذلك الفرنكيون الأوستراسييون بقيادة النبيل بيبين ومنطقة أوستراسيا، والفرنكيون النوستراسييون. يُذكر أن هذه المعركة كانت جزءًا من سلسلة الحروب الأهلية الفرنكية، التي كانت تسعى فيها الفصائل المختلفة للسيطرة على المملكة وإضعاف منافسيها.
بالنظر إلى نتائج المعركة، يبدو أن فوزًا حاسمًا حققه أوستراسيا، وهي القوة التي كان يقودها بيبين. بالتالي، يمكن اعتبار الفوز في هذه المعركة بمثابة نقطة تحول في الصراع بين أوستراسيا ونوستريا، حيث أن الفوز بالمعركة ساهم في تعزيز سلطة أوستراسيا وإضعاف منافسيها، بما في ذلك نوستريا.
تُعد معارك مثل تلك التي جرت في ترتري مؤشرًا على التوترات الداخلية الشديدة التي كانت تشهدها المملكة الفرنكية في تلك الفترة. فقد كانت الحروب الأهلية تهدد بتقسيم الدولة الفرنكية وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار داخل البلاد، وقد استمرت هذه الصراعات لعدة عقود، مما أدى إلى تأثيرات سلبية على الاقتصاد والمجتمع والحكم في المملكة.
بشكل عام، تاريخ معركة ترتري يشكل فصلا هاما في تاريخ الفرانكيين وصراعاتهم الداخلية، حيث أن الفوز الذي حققته أوستراسيا في هذه المعركة ساهم في تغيير ديناميكية السلطة داخل المملكة وتحديد مسار تطورها المستقبلي.