في عام 272 ميلاديًا، شهدت معركة تاريخية ذات أهمية استثنائية في مدينة تدعى تدمر، المعروفة أيضًا باسم تدمر أو بالميرا، وهي مدينة أثرية تاريخية تقع في الوسط الشرقي لسوريا. تعد هذه المعركة جزءًا من سلسلة من الصراعات التي وقعت بين الإمبراطورية الرومانية وقوى المنطقة في تلك الفترة.
تتميز هذه المعركة بمشاركة أطراف متعددة، حيث التقت فيها قوات متنوعة من مختلف الخلفيات الثقافية والتاريخية. وتحديدًا، شاركت في هذه المعركة الملكة زنوبيا، القائدة الشجاعة التي حكمت مدينة بالميرا وسيطرت على أجزاء واسعة من الشرق الأوسط في ذلك الوقت، إلى جانب القوات السورية والفارسية التي كانت تدعم زنوبيا ضد الرومان.
ومن الطرف الآخر، كان الإمبراطور أوريليان، الذي يمثل قوة الإمبراطورية الرومانية، وقواته التي تمثل الجيش الروماني القوي، وكانت هذه المعركة جزءًا من الصراع الواسع النطاق بين الإمبراطورية الرومانية والقوى الشرقية في تلك الفترة.
تأتي هذه المعركة في إطار الصراع المعروف باسم “حرب الرومانية-البالميرين”، والتي تمتد لعدة سنوات وشهدت مجموعة من المعارك الهامة بين الإمبراطورية الرومانية ومملكة البالميرين في تلك الفترة.
بالرغم من المقاومة الشجاعة التي قدمتها زنوبيا وحلفاؤها، إلا أن النهاية كانت لصالح الرومان، حيث تمكن الإمبراطور أوريليان من الانتصار في المعركة والسيطرة على مدينة بالميرا، وبالتالي نجحت الرومان في هزيمة مملكة البالميرين والقضاء على حكم زنوبيا.
يعتبر هذا الصراع وانتصار الرومان فيه بمثابة نقطة تحول في تاريخ المنطقة، حيث أنهى الهيمنة البالميرية على تلك الأراضي وأعاد الإمبراطورية الرومانية السيطرة عليها، وهو ما جعل هذه المعركة أحد الأحداث البارزة في تاريخ الشرق الأوسط والصراعات القائمة فيه.