عام 1861، شهدت الأراضي الأرجنتينية معركة مأساوية بين قوى متصارعة، فيما يعتبر واحدة من أبرز فصول الصراعات الأهلية في تاريخ البلاد، حيث تصادمت التيارات الفيدرالية والمركزية فيما عُرف بحرب الأحزمة الأرجنتينية. تعتبر معركة بافون واحدة من أبرز المعارك التي دارت خلال هذا النزاع، حيث تجسدت فيها مواجهة حامية بين قوى البويرتو والفيدراليين.
بدأت المعركة تحت سماء الأرجنتين، بتجمعات عسكرية متزايدة على ضفاف نهر بافون، حيث بزغت نيران الحرب لتشتعل بكل حماسة وعنف. فقد تصارعت القوات الأرجنتينية المركزية بقيادة بويرتو، والتي كانت تمثل الاتجاه الحاكم في بوينس آيرس، مع قوى الفيدراليين المناهضة لها، الذين كانوا ينادون بالحفاظ على الاستقلالية الإقليمية للمقاطعات الأرجنتينية.
وبينما اشتعلت الأسلحة وتلاقت حمايات الجنود، تحوّلت الأراضي الواسعة المحيطة بنهر بافون إلى ساحة ممزوجة بدماء الأبطال وأصوات الأسلحة التي تهب الرعب في قلوب الشجعان. استمرت المواجهة لفترة طويلة، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا وتشتيت القوات.
في نهاية المطاف، بانتصار ساحق لقوات بويرتو، وتمكنها من كسر صفوف الفيدراليين وتحقيق السيطرة على الموقع. وبهذا الانتصار، تمكّنت بويرتو من تعزيز سيطرتها على الساحة السياسية الأرجنتينية، فيما استسلم الفيدراليون لهزيمتهم وخسارتهم في هذا الصراع المرير.
تاريخياً، تظل معركة بافون علامة فارقة في تاريخ الأرجنتين، حيث تجسدت فيها الصراعات الداخلية الطاحنة التي عصفت بالبلاد في تلك الفترة، وبقيت خيوطها متشابكة في ذاكرة الشعب الأرجنتيني حتى يومنا هذا، مُظهرة الأثر العميق الذي خلفته هذه الفترة من الصراعات والحروب على مستقبل الأمة ومسارها التاريخي.