في الصراعات التي عرفت بما يسمى بـ “حادثة فيراكروز 1914″، والتي جرت في إطار الثورة المكسيكية، يُعتبر هذا الصراع نقطة تحول هامة في التاريخ العسكري والسياسي للمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية. تمت الحادثة في ميناء فيراكروز بالمكسيك في عام 1914، وقد تميزت بمشاركة عدة أطراف، بما في ذلك القوات المكسيكية والأمريكية والمارينز الأمريكيين والألمان والسفينة الألمانية “إيبيرانجا”، وغيرهم، مما أضفى على الصراع بعدًا دوليًا.
كانت حادثة فيراكروز نتيجة لتصاعد التوترات بين المكسيك والولايات المتحدة، حيث أرسلت الحكومة الأمريكية قوات بحرية وبرية إلى فيراكروز بسبب اعتقال السلطات المكسيكية لبعض البحارة الأمريكيين ومنعها للسفن الأمريكية من تفريغ الأسلحة والمعدات في الميناء. هذه الخطوة أدت إلى تصعيد الأزمة بين البلدين واشتباكات عنيفة في الميناء.
بعد أسابيع من القتال، انسحبت القوات المكسيكية من فيراكروز، مما أدى إلى سيطرة الولايات المتحدة على الميناء. وعلى الرغم من أنه لم يتم تحديد فائز رسمي، إلا أنه يُعتبر أن الولايات المتحدة فازت في هذا الصراع، حيث استعادت السيطرة على الميناء وتم تحقيق أهدافها الاستراتيجية في الحد من التهديدات الأمنية في المنطقة.
تجسدت أهمية حادثة فيراكروز في تأثيرها الكبير على التوترات الدولية والسياسات الخارجية للبلدين المعنيين، وكذلك في تطوّرات الحرب الأهلية في المكسيك. كما أظهرت الحادثة تدخل القوى الأجنبية في الشؤون الداخلية للمكسيك وأثرت على سير الصراعات الداخلية وتشكيل الحكومة في تلك الفترة الزمنية.