في العام 1098، تاريخ محفور بأحرف من دماء وصراعات في تاريخ لبنان، خاضت المنطقة معركة ضارية في بلدة أرقا، ضمن سياق الحملة الصليبية الأولى. كانت هذه المعركة تشكل نقطة تحول حاسمة في سياق الصراعات التي اندلعت بين المسلمين والصليبيين في هذا الجزء من العالم.
بلدة أرقا، التي تقع في لبنان بإحداثيات جغرافية لطالما شكلت مسرحًا للتاريخ المأساوي، حيث استمرت المعركة لعدة أيام متواصلة. شارك في هذا الصراع الدموي مشاركون من مدن كبيرة مثل أنطاكيا والقدس وطرابلس، حيث تجتمع أمواج الجيوش بحماسة وشراسة على هذا الأرض المقدسة.
العام 1098 كان شاهدًا على تحولات استراتيجية هامة، حيث استخدمت القوات المسلمة تكتيكات محكمة وتنظيمًا فائقًا في مواجهة القوات الصليبية. وبينما كانت المواجهات البرية تسيطر على المشهد، تراوحت القوات بين المدافعين عن الأديان المختلفة، حاملين على أكتافهم لافتات المدن الكبيرة، جعلوا من أرقا حقلًا لمعركة طاحنة يتساوى فيها الشجع والإصرار.
في ذلك الوقت الحرج، شهدت لبنان لحظة تحول حيث انقلبت معايير النجاح والهزيمة. فقد تمكن المسلمون، بإشراف من قادة مخضرمين، من تحقيق النصر البارز في هذه المعركة الحاسمة. انكسروا صفوف الصليبيين بشكل نهائي، حيث استسلمت قواتهم القوية لقوة الإرادة الإسلامية.
كانت هذه الفعالية الحربية في أرقا لحظة تاريخية تميزت بشدة، وكتبت بدماء الشهداء وبذل الجهد البطولي على هذه الأرض المقدسة. استمرت آثار هذه المعركة في التأثير على السياق التاريخي والسياسي في المنطقة لفترة طويلة بعد ذلك، حيث شكلت جزءًا لا يتجزأ من مسار تطور الحروب والصراعات في تلك الفترة الحرجة من تاريخ لبنان.