معدل الضغط المنخفض وأسبابه

معدل الضغط المنخفض: الأسباب، الأعراض، والعلاج

الضغط المنخفض، المعروف طبياً باسم “انخفاض ضغط الدم” (Hypotension)، هو حالة صحية تتمثل في انخفاض مستويات الضغط داخل الأوعية الدموية بشكل غير طبيعي. يحدث ذلك عندما يهبط ضغط الدم بشكل ملحوظ عن المستوى الطبيعي، مما قد يؤدي إلى الشعور بالتعب، الدوار، والعديد من الأعراض الأخرى التي تؤثر على أداء الإنسان اليومي. في هذا المقال، سنتناول كل ما يتعلق بالضغط المنخفض من حيث تعريفه، الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوثه، الأعراض المصاحبة له، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع هذه الحالة والعلاج المناسب لها.

تعريف الضغط المنخفض

الضغط المنخفض يشير إلى الحالة التي يكون فيها ضغط الدم أقل من المعدلات الطبيعية المعتادة. بشكل عام، يعتبر الضغط الطبيعي 120/80 مم زئبق، حيث يشير الرقم الأول (120) إلى الضغط الانقباضي، وهو الضغط الذي يحدث عندما ينقبض القلب ويدفع الدم عبر الأوعية الدموية. أما الرقم الثاني (80) فيمثل الضغط الانبساطي، وهو الضغط الذي يحدث عندما يكون القلب في حالة استرخاء بين الضربات.

وعادةً ما يُعتبر الضغط المنخفض عندما ينخفض الرقم الأعلى عن 90 مم زئبق أو الرقم الأدنى عن 60 مم زئبق. ومع ذلك، فإن الشخص الذي يعاني من ضغط دم منخفض قد لا يعاني بالضرورة من مشكلات صحية إذا لم تظهر عليه أعراض حادة.

أنواع الضغط المنخفض

1. الضغط المنخفض الحاد:
   يحدث عندما ينخفض ضغط الدم بشكل مفاجئ أو سريع، مما يؤدي إلى أعراض حادة مثل الدوار والإغماء. قد يرتبط هذا النوع بحالات طبية طارئة مثل النزيف الحاد أو التهاب شديد.

2. الضغط المنخفض المزمن:
   يمكن أن يكون انخفاض ضغط الدم حالة مزمنة عند بعض الأشخاص. هؤلاء الأشخاص قد لا يعانون من أعراض بشكل دائم، ويمكن أن يتكيف جسمهم مع هذا الانخفاض.

أسباب الضغط المنخفض

تتعدد أسباب انخفاض ضغط الدم، ويمكن تصنيفها إلى عدة مجموعات رئيسية بناءً على الآلية التي تؤدي إلى حدوث هذا الانخفاض:

1. الجفاف (Dehydration):
   عندما يفقد الجسم كمية كبيرة من الماء بسبب التعرق الزائد أو القيء أو الإسهال، فإن ذلك يؤدي إلى انخفاض حجم الدم. وعندما يقل حجم الدم، ينخفض الضغط ويؤدي ذلك إلى الدوخة والضعف والشعور بالعطش الشديد.

2. مشكلات القلب:
   بعض الحالات القلبية مثل فشل القلب، اضطرابات ضربات القلب (مثل البطء الشديد أو السريع في نبضات القلب)، أو الأزمة القلبية يمكن أن تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بشكل ملحوظ. حيث أن القلب لا يستطيع ضخ الدم بشكل فعال كما ينبغي.

3. انخفاض حجم الدم (Hypovolemia):
   يشير هذا إلى حالة انخفاض كمية الدم في الجسم بسبب نزيف حاد أو فقدان السوائل. قد يحدث هذا في حالات الحروق الشديدة، أو الإصابات الكبيرة التي تتسبب في نزيف داخلي أو خارجي.

4. اضطرابات الغدد الصماء:
   مثل قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism)، مرض أديسون (Addison’s disease)، أو انخفاض مستويات السكر في الدم (Hypoglycemia) قد تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.

5. التفاعلات الدوائية:
   بعض الأدوية مثل أدوية الضغط المرتفع، الأدوية المدرة للبول، أدوية معالجة الاكتئاب أو أدوية الأمراض القلبية قد تسبب انخفاض ضغط الدم كمضاعف جانبي.

6. النزول المفاجئ من وضعية الجلوس أو الاستلقاء:
   يحدث هذا عندما يقوم الشخص من وضعية الجلوس أو الاستلقاء بسرعة، مما يؤدي إلى شعور مفاجئ بالدوار نتيجة انخفاض مؤقت في ضغط الدم. يعرف هذا بالضغط المنخفض الانتصابي (Postural hypotension).

7. العدوى:
   عندما تصاب العدوى بأجزاء كبيرة من الجسم، قد يدخل الجسم في حالة تسمم (sepsis) مما يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية بشكل مفرط وانخفاض ضغط الدم.

أعراض الضغط المنخفض

غالباً ما يمر العديد من الأشخاص الذين يعانون من الضغط المنخفض من دون أي أعراض ملحوظة، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض مزعجة تتراوح من خفيفة إلى شديدة. ومن أهم الأعراض المرتبطة بالضغط المنخفض:

1. الدوخة والدوار:
   من أكثر الأعراض شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم، حيث يشعر الشخص بالدوار خاصة عند الوقوف بسرعة أو بعد فترة من الاستلقاء.

2. الإغماء:
   في حالات الانخفاض الحاد في ضغط الدم، قد يؤدي ذلك إلى الإغماء المفاجئ، وهو ناتج عن انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ.

3. الغثيان:
   يمكن أن يشعر الأشخاص الذين يعانون من الضغط المنخفض بالغثيان، والذي قد يصاحبه شعور بالإرهاق.

4. التعب العام:
   الشعور بالإرهاق والضعف العام قد يكون من الأعراض المصاحبة لانخفاض ضغط الدم، حيث أن الأنسجة والأعضاء في الجسم لا تحصل على الكمية اللازمة من الأوكسجين والمواد الغذائية.

5. الرؤية الضبابية:
   قد يعاني الشخص من رؤية غير واضحة أو ضبابية نتيجة قلة تدفق الدم إلى العينين.

تشخيص الضغط المنخفض

يتم تشخيص الضغط المنخفض عن طريق قياس ضغط الدم باستخدام جهاز قياس ضغط الدم. يعتبر الطبيب أن الشخص يعاني من ضغط منخفض إذا كانت قراءته أقل من 90/60 مم زئبق، ويتم إجراء المزيد من الفحوصات لتحديد السبب الكامن وراء هذه الحالة.

كيفية التعامل مع الضغط المنخفض

1. شرب كميات كبيرة من الماء:
   يساعد شرب الماء على زيادة حجم الدم ومنع الجفاف، مما يؤدي إلى رفع مستوى ضغط الدم. يوصى بشرب 8 أكواب من الماء يومياً.

2. تجنب الوقوف المفاجئ:
   يجب على الشخص الذي يعاني من انخفاض ضغط الدم أن يتجنب القيام من وضعية الجلوس أو الاستلقاء بسرعة لتجنب حدوث الدوار.

3. تناول وجبات صغيرة ومتكررة:
   قد يؤدي تناول وجبات كبيرة إلى انخفاض ضغط الدم بشكل مفاجئ، لذا يفضل تناول وجبات صغيرة ومتوازنة على مدار اليوم.

4. ارتداء الجوارب الضاغطة:
   يمكن أن تساعد الجوارب الضاغطة في زيادة ضغط الدم في الأطراف السفلية من الجسم، وبالتالي تحسن الدورة الدموية.

علاج الضغط المنخفض

يتوقف علاج الضغط المنخفض على تحديد السبب الكامن وراء هذه الحالة. إليك بعض الخيارات العلاجية المتاحة:

1. الأدوية:
   في حالات الضغط المنخفض المزمن أو الحاد، قد يصف الطبيب بعض الأدوية لرفع ضغط الدم مثل أدوية الكورتيكوستيرويدات أو الأدوية التي تعمل على تقليص الأوعية الدموية.

2. العلاج السلوكي:
   قد يتطلب الأمر تغييرات في نمط الحياة مثل تجنب الوقوف لفترات طويلة، والحرص على تناول كميات كافية من السوائل، وتجنب المواقف التي قد تؤدي إلى الدوار.

3. العلاج الطبي الطارئ:
   في حالات انخفاض ضغط الدم الحاد، مثلما يحدث بعد فقدان الدم أو التسمم، قد يتطلب العلاج الطارئ إجراء عمليات جراحية أو تقديم علاج بالأدوية القوية في المستشفى.

الخلاصة

الضغط المنخفض ليس بالضرورة حالة خطيرة، ولكنه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. من المهم معرفة الأعراض والعوامل التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وكذلك الطرق التي يمكن من خلالها تحسين هذه الحالة. في حالات الضغط المنخفض الحاد، يجب على الشخص التوجه للطبيب أو الحصول على الرعاية الطبية اللازمة.