في كتاب “معاداة الصورة: في المنظورين الغربي والشرقي”، يأخذنا المؤلف نزار شقرون في رحلة فكرية ممتعة ومثيرة تتناول أهمية الصورة في الحياة الإنسانية، وتأثيرها على التفكير والثقافة في العالم الغربي والشرقي على حد سواء.
يبدأ الكتاب بتسليط الضوء على أهمية الصورة كوسيلة تعبيرية تستخدمها البشرية منذ القدم، حيث كانت الصورة تعكس مرآة لحياة الإنسان وتقاليده وطقوسه اليومية، مما يجعلها عنصراً لا يمكن الاستغناء عنه في التواصل البشري.
ومن خلال تحليلات متعمقة، يستعرض المؤلف التأثيرات المتبادلة بين الثقافات الشرقية والغربية في فهمهما للصورة ومعناها، حيث يكشف عن التباينات والتشابهات في النظرة نحو الصورة ودورها في الحياة والفن والفلسفة.
يستعرض شقرون في الكتاب أيضًا مفهوم “معاداة الصورة”، ويبحث في كيفية استخدام الصورة في خدمة السلطة أو التحكم في الرأي العام، ويناقش تأثير ذلك على الفكر والحرية الفردية.
ومن خلال دراسة عميقة ومتنوعة، يقدم المؤلف رؤية شاملة لمفهوم “معاداة الصورة” من منظورين غربي وشرقي، مما يثري الفهم لهذه الظاهرة الثقافية المعقدة ويفتح آفاقًا جديدة للنقاش والتفكير فيها.
بتوجيهات حكيمة وأسلوب سلس ومشوق، يقدم نزار شقرون في كتابه هذا معلومات غنية وتحليلات عميقة تجعله مرجعًا هامًا للدارسين والباحثين في مجال الفلسفة والثقافة، ويثري المناقشات حول دور الصورة في تشكيل الفهم الإنساني وتطور الحضارة عبر العصور.