مشاكل اختبار قابلية الاستخدام

بعض المشكلات الشائعة في اختبار قابلية الاستخدام وكيفية تجنبها للحصول على مراجعات صادقة

يُعد اختبار قابلية الاستخدام أحد العناصر الأساسية في تطوير المنتجات الرقمية، حيث يُركز على تقييم كيفية تفاعل المستخدمين مع واجهات التطبيقات والمواقع الإلكترونية. الهدف الرئيسي من هذا النوع من الاختبارات هو ضمان أن المنتج سهل الاستخدام ويحقق تجربة مستخدم مريحة وفعّالة. رغم أهميته، إلا أن العديد من الفرق التي تقوم بإجراء اختبارات قابلية الاستخدام قد تواجه مشكلات تؤثر سلبًا على دقة النتائج أو مصداقية المراجعات التي يتم جمعها. في هذا المقال، سنستعرض بعض المشكلات الشائعة في اختبار قابلية الاستخدام وكيفية تجنبها للحصول على مراجعات صادقة وموثوقة.

1. اختيار المشاركين غير المناسبين

من أكبر المشكلات التي يمكن أن تؤثر على نتائج اختبار قابلية الاستخدام هي اختيار المشاركين غير المناسبين. إذا كانت مجموعة الاختبار لا تمثل المستخدمين الفعليين للمنتج، فإن الملاحظات والمراجعات التي يتم جمعها لن تعكس بالضرورة تجربة المستخدم الحقيقية.

كيفية تجنب هذه المشكلة:

• التحديد الدقيق للمستخدمين المستهدفين: يجب أن يتم اختيار المشاركين بناءً على خصائص دقيقة تتعلق بالجمهور المستهدف، مثل العمر، النوع، التوجهات التقنية، والتجربة السابقة مع أنواع مشابهة من المنتجات.

• تنوع المشاركين: من الأفضل أن يتم اختبار المنتج مع مجموعة متنوعة من المستخدمين الذين يمثلون شرائح مختلفة في السوق المستهدفة. هذا يضمن أن تغطي الاختبارات مجموعة واسعة من التوقعات والاحتياجات.

2. عدم وجود أهداف واضحة للاختبار

من الشائع أن تبدأ فرق التصميم في اختبار قابلية الاستخدام بدون تحديد أهداف دقيقة للاختبار. قد يؤدي ذلك إلى جمع ملاحظات غير مفيدة أو غير مرتبطة بشكل مباشر بتطوير المنتج.

كيفية تجنب هذه المشكلة:

• وضع أهداف واضحة: يجب أن تكون هناك أهداف محددة للاختبار، مثل تحسين وقت استجابة التطبيق، أو تعزيز سهولة الوصول إلى ميزات معينة.

• تركيز الاختبار على المهام الرئيسية: ينبغي أن يكون الاختبار مركزًا على المهام الأكثر أهمية التي يقوم بها المستخدمون في التطبيق أو الموقع.

3. التأثيرات البيئية أو السياقية على سلوك المستخدم

يمكن أن تؤثر العوامل البيئية أو السياقية أثناء اختبار قابلية الاستخدام بشكل كبير على سلوك المشاركين. على سبيل المثال، قد يشعر المشاركون بالضغط بسبب وجود مراقبين في الغرفة، أو قد يتأثرون بالعوامل التقنية مثل السرعة المحدودة للإنترنت أو مشاكل الأجهزة.

كيفية تجنب هذه المشكلة:

• إجراء الاختبارات في بيئة مريحة: يجب أن يتم الاختبار في بيئة مريحة وطبيعية قدر الإمكان. يُفضل أن يُجرى الاختبار في الأماكن التي سيستخدم فيها المنتج في الحياة اليومية.

• التأكد من توفير الأدوات المناسبة: يجب أن تتوافر جميع الأدوات والموارد اللازمة لإجراء الاختبار بدون مشاكل تقنية قد تؤثر على تجربة المستخدم.

4. جمع الملاحظات غير الموضوعية

في بعض الأحيان، قد يُطلب من المشاركين إعطاء ملاحظات عن تجربة الاستخدام بعد اختبار المنتج. إذا كان هؤلاء المشاركون غير مدربين على تقديم ملاحظات بناءة أو كانوا متأثرين عاطفيًا بتجربة معينة، فقد تكون المراجعات التي يقدمونها غير دقيقة أو غير موضوعية.

كيفية تجنب هذه المشكلة:

• إرشاد المشاركين لكيفية تقديم الملاحظات: من الضروري توجيه المشاركين حول كيفية تقديم ملاحظات موضوعية وصحيحة. يجب أن يكون لديهم فهم واضح لكيفية تقديم تغذية راجعة دقيقة.

• استخدام أسئلة مفتوحة بدلاً من أسئلة مغلقة: بدلاً من الاعتماد على أسئلة مغلقة قد تؤدي إلى إجابات سطحية، ينبغي أن تركز الأسئلة على تشجيع المشاركين على التحدث عن تجربتهم وتقديم ملاحظات أكثر تفصيلًا.

5. التجارب السطحية أو غير كافية

يعتبر إجراء اختبار قابلية الاستخدام فقط مع جزء صغير من المنتج أو مع بعض المهام المحدودة لا يوفر صورة كاملة عن كفاءة المنتج. يمكن أن يؤدي هذا إلى تقييم غير دقيق للأداء العام للتطبيق أو الموقع.

كيفية تجنب هذه المشكلة:

• تغطية جوانب متعددة من المنتج: يجب أن يشمل الاختبار جميع الأجزاء الرئيسية في المنتج، بحيث يتم تقييم كيفية تفاعل المستخدمين مع كل قسم من أقسامه.

• تخصيص الوقت الكافي لكل اختبار: ينبغي إعطاء المشاركين الوقت الكافي للتفاعل مع المنتج في سياقات متعددة، مما يسمح بالحصول على رؤى أكثر شمولية حول تجربة المستخدم.

6. الانحياز في الملاحظة والتقييم

في كثير من الأحيان، يمكن أن تتأثر ملاحظات المراقبين أو محللي البيانات بانحيازات قد تؤدي إلى تقديم تقييمات غير دقيقة حول فعالية المنتج. قد يتأثر المراقبون بتوقعاتهم المسبقة أو تصورهم عن المنتج.

كيفية تجنب هذه المشكلة:

• استخدام ملاحظات متعددة: من الأفضل أن يتم تقييم المنتج من قبل أكثر من مراقب، مما يساعد في تجنب الانحياز الفردي.

• استخدام معايير تقييم موحدة: يجب أن تتبع جميع الملاحظات نفس المعايير الموضوعية لضمان تقديم تغذية راجعة دقيقة ومتسقة.

7. تجاهل التعليقات السلبية أو الانحراف عن الواقع

قد يتجنب بعض فرق تطوير المنتج التعليقات السلبية من المشاركين في اختبار قابلية الاستخدام لتجنب الشعور بالإحباط أو مواجهة الانتقادات. ولكن تجاهل هذه التعليقات يمكن أن يؤدي إلى عدم تحسين المنتج بشكل صحيح.

كيفية تجنب هذه المشكلة:

• التركيز على التعليقات السلبية: يجب أن يتم النظر إلى التعليقات السلبية باعتبارها فرصًا للتحسين، ويجب إعطاء وزن أكبر للمشكلات التي يواجهها المستخدمون بدلاً من تجاهلها.

• عدم الاستجابة العاطفية للملاحظات السلبية: من المهم أن يتعامل فريق الاختبار مع الملاحظات السلبية بشكل موضوعي ويعمل على تحسين المنتج بناءً على هذه الملاحظات.

8. نقص التنوع في المهام

غالبًا ما يركز اختبار قابلية الاستخدام على مجموعة محدودة من المهام دون أن يشمل تنوعًا كافيًا للمهام التي قد يتعامل معها المستخدمون في الحياة الواقعية. هذا يؤدي إلى نتائج غير دقيقة حول كفاءة المنتج.

كيفية تجنب هذه المشكلة:

• تنويع المهام والسيناريوهات: يجب اختبار المنتج باستخدام مجموعة واسعة من المهام التي تمثل استخدامات متنوعة للمنتج في الواقع.

• محاكاة الظروف الواقعية: من الضروري محاكاة حالات الاستخدام الواقعية للمستخدمين، بما في ذلك الحالات التي قد تكون أقل شيوعًا ولكنها هامة.

9. المبالغة في تحسين واجهة المستخدم بناءً على الاختبار

قد يؤدي اتخاذ قرارات تحسين واجهة المستخدم بناءً على نتائج اختبار قابلية الاستخدام فقط إلى تغييرات قد تكون غير ضرورية أو قد لا تساهم بشكل فعّال في تحسين تجربة المستخدم.

كيفية تجنب هذه المشكلة:

• التوازن بين نتائج الاختبار والاحتياجات العملية: يجب أن تتوافق أي تغييرات يتم إجراؤها بناءً على نتائج الاختبار مع احتياجات الجمهور المستهدف وكذلك مع المعايير التقنية والتجارية للمنتج.

• الاختبار المستمر: من الأفضل إجراء اختبارات قابلة للاستخدام بشكل دوري أثناء مراحل مختلفة من تطوير المنتج لضمان أنه لا يتم تعديل الواجهة بشكل مفرط أو في الاتجاه الخاطئ.

10. التأثيرات غير المتوقعة للاختبار على المشاركين

في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي عملية اختبار قابلية الاستخدام نفسها إلى تأثيرات غير مرغوب فيها على المشاركين. على سبيل المثال، قد يشعر المشاركون بالإحباط أو الارتباك أثناء الاختبار، مما يعيق قدرتهم على تقديم ملاحظات صادقة ودقيقة.

كيفية تجنب هذه المشكلة:

• ضمان بيئة مريحة وآمنة: يجب أن يتأكد فريق الاختبار من أن المشاركين يشعرون بالراحة أثناء الاختبار وأنهم غير مضغوطين أو خائفين من تقديم ملاحظات صادقة.

• تقديم تحفيزات إيجابية: يمكن استخدام الحوافز الصغيرة أو الإشادات لتشجيع المشاركين على تقديم ملاحظات بنّاءة، دون أن يشعروا بأنهم تحت المراقبة المستمرة.

11. عدم تضمين الاختبارات عبر الأجهزة المتعددة

غالبًا ما يتم اختبار قابلية الاستخدام على جهاز واحد أو منصة واحدة فقط، وهو ما قد يؤدي إلى نقص في فهم كيفية تفاعل المستخدمين مع المنتج على منصات مختلفة مثل الهواتف الذكية، أجهزة الكمبيوتر المكتبية، والأجهزة اللوحية.

كيفية تجنب هذه المشكلة:

• إجراء اختبارات عبر منصات متعددة: من الضروري اختبار المنتج على جميع المنصات التي قد يستخدمها العملاء المحتملون. هذا يشمل الهواتف المحمولة، الأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر المكتبية.

• تحليل الاستجابة عبر منصات مختلفة: يجب أن يتم تحليل النتائج بناءً على التفاعل عبر منصات مختلفة لفهم التحديات الخاصة بكل منصة على حدة.

من خلال تجنب هذه المشكلات الشائعة في اختبار قابلية الاستخدام، يمكن للفرق الحصول على ملاحظات صادقة وواقعية، مما يساعد في تحسين تجربة المستخدم وتطوير منتج يلبي احتياجات الجمهور بشكل أفضل.