محتوى نتفليكس

مسلسل The Underclass: بحث عن الهوية

مراجعة مسلسل “The Underclass”: رحلة فتاة في عالم العصابات المدرسية والبحث عن الهوية

يعد مسلسل “The Underclass” واحدًا من أبرز الأعمال التايلاندية التي تم عرضها على منصة “نتفليكس” في أبريل 2021، وهو مسلسل درامي يروي قصة شابة تكافح للتعامل مع التحديات التي تواجهها في المدرسة، بعد أن تم استبعادها من برنامج النخبة. المسلسل يعكس واقعًا اجتماعيًا معقدًا، حيث تتداخل العلاقات الاجتماعية والمشاكل النفسية مع سعي الشخصية الرئيسية للبحث عن هويتها في وسط معركة من أجل الانتماء. يتناول “The Underclass” قضايا مهمة مثل التنمر، الطبقات الاجتماعية، وأثر العلاقات غير الصحية على الأفراد، في إطار درامي مثير يجذب انتباه المشاهدين.

القصة:

تبدأ أحداث المسلسل مع “بورن”، طالبة كانت تتمتع بمستقبل واعد في برنامج نخبوي في مدرستها، لكن يتم استبعادها من البرنامج لأسباب غير واضحة، مما يغير مجرى حياتها. تجد نفسها وسط مجموعة من المشاكل النفسية والاجتماعية، خاصة بعدما تنغمس في عالم العصابات المدرسية.

البحث عن الهوية في عالم مليء بالتحديات يكون محورًا رئيسيًا للمسلسل، حيث يبرز الصراع الداخلي الذي تواجهه “بورن” وهي تسعى لتحقيق التوازن بين حياتها الشخصية والمشاكل التي تواجهها في محيطها المدرسي. تنخرط الشخصية في علاقات مع أفراد من خلفيات اجتماعية مختلفة، ما يخلق حالة من التوتر المستمر والضغوط النفسية.

الشخصيات الرئيسية:

1. بورن (Nannaphas Loetnamchoetsakun):
الطالبة الرئيسية التي تعتبر محور القصة. تبدأ شخصيتها بالتغير بشكل ملحوظ عندما تكتشف عالم العصابات المدرسية وتتعلم كيفية التأقلم مع التحديات التي تطرأ عليها. أداء “نانافاس لوتنامشويتساكون” في دور “بورن” كان قويًا، حيث أظهرت تطور الشخصية بشكل مؤثر، من تلك الفتاة الضعيفة التي تبحث عن مكانها في العالم إلى الشخصية القوية التي تدرك معاني الحياة بشكل أكثر وضوحًا.

2. براوا (Praewa Suthamphong):
هي واحدة من الشخصيات المؤثرة في حياة “بورن”. تؤدي “براوا” دورًا محوريًا في إبراز الجوانب النفسية والاجتماعية التي تواجهها الشخصية الرئيسية.

3. تانوتشاي (Tanutchai Wijitvongtong):
شخصية معقدة تنتمي إلى أحد العصابات المدرسية. يظهر “تانوتشاي” في المسلسل كنوع من الشخصيات التي تُظهر كيف يمكن للضغط الاجتماعي أن يغير سلوك الأفراد، خاصة في الأوساط المدرسية.

المواضيع الاجتماعية:

الطبقات الاجتماعية في المدارس:
المسلسل يعكس بشكل واضح الفرق بين الطبقات الاجتماعية داخل المدارس، ويظهر كيف يمكن لهذا الفارق أن يؤثر على العلاقات بين الطلاب. كما يستعرض كيف يتم التعامل مع الطلاب الذين ينتمون إلى طبقات أقل في المجتمع، سواء من خلال التنمر أو الإقصاء الاجتماعي.

التنمر المدرسي:
يشكل التنمر في “The Underclass” أحد المواضيع الأساسية التي يعرضها المسلسل. حيث يتم التركيز على كيفية تأثير التنمر على نفسية الطلاب، وكيف يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية طويلة الأمد إذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب.

العلاقات بين الجنسين:
يستعرض المسلسل بعض العلاقات بين الجنسين بشكل يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الفتيات في بيئات مليئة بالضغوط الاجتماعية، خاصة في مرحلة الشباب. من خلال العديد من الشخصيات، يمكن ملاحظة كيف يؤثر الحب والصداقة على الشخصية الرئيسية، وكيف تصبح هذه العلاقات محورية في تطور القصة.

التمثيل والإخراج:

الإخراج (Pass Patthanakumjon):
قام “باس باتاناكومجون” بإخراج هذا العمل الذي أثبت قدرته على تقديم عمل درامي مشوق. فقد نجح في إبراز التوترات النفسية والعاطفية التي تمر بها الشخصيات، كما استطاع نقل مشاعر الشخصيات بطريقة واقعية، مما جعل الجمهور يشعر بارتباط عاطفي قوي مع الأحداث.

الأداء التمثيلي:
تُعد الأداءات التمثيلية من أبرز نقاط القوة في المسلسل. فقد تمكن طاقم العمل من تجسيد الشخصيات بشكل عميق، مما جعل الحكاية أكثر واقعية وقوية. تميزت شخصيات مثل “نانافاس لوتنامشويتساكون” و”براوا سوتامفونغ” بتقديم أداء عاطفي مؤثر، ما أضاف بعدًا آخر للعمل.

الرسالة العامة:

يقدم “The Underclass” رسالة قوية عن البحث عن الذات، وقيمة الانتماء، وكيفية التعامل مع التحديات النفسية والاجتماعية التي يواجهها المراهقون في مرحلة المدرسة. يركز المسلسل على أن الهوية ليست شيئًا ثابتًا، بل هي عملية اكتشاف مستمر، تتأثر بالتجارب الحياتية والعلاقات الشخصية.

الخاتمة:

من خلال مزيج من الإثارة الدرامية والمشاعر الإنسانية، يظل “The Underclass” واحدًا من المسلسلات التي تستحق المشاهدة، خاصة لأولئك المهتمين بمسائل التنمر، والطبقات الاجتماعية، والبحث عن الهوية. بالرغم من أن القصة قد تكون مألوفة في بعض الجوانب، إلا أن الأداء القوي للطاقم التمثيلي والإخراج الرائع يعيدان تقديم هذه المواضيع بشكل جديد وجذاب. المسلسل ليس فقط استكشافًا للواقع المدرسي، بل أيضًا تأملًا في حياة الشباب ومحاولاتهم المستمرة للعثور على أنفسهم في عالم مليء بالتحديات.