مسببات مرض الكساح وعلاجه

مسببات مرض الكساح

الكساح هو مرض عضلي هيكلي ناتج عن نقص في المعادن الضرورية لتكوين العظام، وتحديدا الكالسيوم والفوسفور، بالإضافة إلى فيتامين د الذي يلعب دورًا أساسيًا في امتصاص الكالسيوم من الأمعاء. يُظهر هذا المرض في شكل ضعف في العظام وتشوهات هيكلية، ويحدث بشكل رئيسي في الأطفال في مرحلة النمو بسبب النمو السريع في هذه الفترة. يتميز الكساح بظهور تقوسات في الساقين، ضعف العضلات، وتأخر في النمو البدني بشكل عام.

يعود هذا المرض إلى عدة أسباب وعوامل يمكن تصنيفها إلى أسباب غذائية، وراثية، بيئية، وغيرها من العوامل التي تؤثر على صحة العظام والنمو بشكل عام. من خلال هذا المقال، سيتم توضيح أبرز مسببات مرض الكساح بالتفصيل.

1. نقص فيتامين د

فيتامين د هو العامل الأكثر أهمية في الوقاية من الكساح، حيث يساهم في تحسين امتصاص الكالسيوم والفوسفور في الجسم. يُحصل على فيتامين د من مصادر غذائية معينة مثل الأسماك الدهنية (السلمون، التونة) وبعض الأطعمة المدعمة (مثل الحليب والبيض)، كما يتم إنتاجه في الجلد عند تعرضه لأشعة الشمس. نقص فيتامين د يؤدي إلى انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم، مما يؤثر بشكل سلبي على توازن المعادن في العظام، مما يسبب ضعفها وتشوهاتها.

2. نقص الكالسيوم

يعد الكالسيوم من العناصر الأساسية في تكوين العظام والأسنان. عندما يفتقر الجسم إلى الكالسيوم، يتم سحب الكالسيوم من العظام لتعويض النقص في الدم، مما يؤدي إلى تليين العظام وتزايد فرص إصابتها بالتشوهات. يمكن أن يتسبب نقص الكالسيوم في ظهور أعراض مشابهة للكساح مثل تقوس الساقين أو تشوهات في العمود الفقري.

3. نقص الفوسفور

الفوسفور هو العنصر المعدني الثاني الأكثر أهمية بعد الكالسيوم في بناء العظام. نقص الفوسفور يؤثر سلبًا على قدرة الجسم في بناء أنسجة العظام بشكل سليم، مما يؤدي إلى تعرض العظام للضعف والتشوهات، وهي أحد مسببات مرض الكساح. نقص الفوسفور يمكن أن يحدث بسبب نقصه في الغذاء، أو بسبب بعض الأمراض التي تعيق امتصاص الفوسفور من الأمعاء.

4. الاضطرابات الوراثية

يمكن أن تؤدي بعض الاضطرابات الوراثية إلى زيادة خطر الإصابة بالكساح. على سبيل المثال، قد يصاب الأطفال بكساح وراثي ناتج عن نقص قدرة الجسم على تحويل فيتامين د إلى الشكل النشط، وهو ما يعرف بمتلازمة الكساح المعتمد على فيتامين د. هذا الاضطراب يتسبب في تدهور قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم والفوسفور بشكل فعال، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مرض الكساح.

5. الأمراض المزمنة

بعض الأمراض المزمنة قد تكون مسؤولة عن الإصابة بالكساح. على سبيل المثال، الأمراض التي تؤثر على الأمعاء مثل مرض كرون أو الداء البطني تؤثر بشكل مباشر على قدرة الجسم في امتصاص الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل فيتامين د والكالسيوم. بالإضافة إلى ذلك، بعض اضطرابات الغدد الصماء مثل قصور الغدة الجار درقية يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في مستوى الكالسيوم في الدم، وبالتالي قد تسهم في تطور مرض الكساح.

6. نقص التغذية

تعتبر سوء التغذية أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى مرض الكساح، حيث يعتمد الجسم بشكل كبير على الغذاء لتوفير العناصر الغذائية الأساسية مثل فيتامين د والكالسيوم والفوسفور. في العديد من البلدان النامية، حيث تفتقر الأطعمة المدعمة والمنتجات الغنية بالفيتامينات والمعادن، ينتشر مرض الكساح بشكل أكبر. تزايد استهلاك الأطعمة المعلبة أو الأطعمة السريعة التي تفتقر إلى العناصر الغذائية يمكن أن يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بالكساح.

7. العيوب في التمثيل الغذائي

بعض الأشخاص يعانون من اضطرابات في التمثيل الغذائي تمنع امتصاص المواد الغذائية بشكل صحيح. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة قد يواجهون مشاكل في امتصاص فيتامين د بسبب تراكم الدهون في الجسم، حيث أن فيتامين د هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، مما يؤثر على مستوياته في الدم ويؤدي إلى نقصه، وبالتالي قد يتسبب في تطور مرض الكساح.

8. التعرض المحدود لأشعة الشمس

أحد الأسباب البيئية الهامة التي تساهم في حدوث مرض الكساح هو عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس. من المعروف أن الشمس هي المصدر الطبيعي لفيتامين د، حيث يساعد التعرض المباشر لأشعة الشمس على تحفيز الجلد لإنتاج فيتامين د. لذلك، فإن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات طقس بارد أو الذين يلتزمون بالبقاء داخل المنازل لفترات طويلة يعانون من نقص فيتامين د مما يرفع من خطر الإصابة بالكساح.

9. الأدوية

بعض الأدوية قد تؤدي إلى نقص فيتامين د والكالسيوم في الجسم. على سبيل المثال، الأدوية التي تستخدم لعلاج الصرع وبعض أدوية مضادة للفطريات والأدوية المثبطة للمناعة قد تؤدي إلى نقص في مستويات هذه العناصر في الدم مما يزيد من خطر الإصابة بالكساح.

10. الحمل والرضاعة

أثناء فترة الحمل، يحتاج جسم المرأة إلى كميات أكبر من الكالسيوم وفيتامين د لدعم النمو السليم للجنين. إذا كانت المرأة الحامل لا تتناول كميات كافية من هذه العناصر الغذائية، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بالكساح لديها أو لدى الطفل. كما أن الرضاعة الطبيعية دون استكمال تغذية الطفل بالأطعمة المدعمة قد تؤدي أيضًا إلى نقص فيتامين د والكالسيوم.

11. الاضطرابات الهضمية

تعد اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الداء البطني والتهاب الأمعاء الحاد من الأسباب المؤدية إلى نقص العناصر الغذائية في الجسم. تؤثر هذه الأمراض على قدرة الجسم في امتصاص العناصر الغذائية من الأطعمة، مما يؤدي إلى نقص الفيتامينات والمعادن اللازمة لتكوين العظام بشكل سليم.

12. التغذية السائلة في مرحلة الطفولة

في حالات الرضاعة السائلة بشكل كامل دون مكملات غذائية أو في حال اعتماد الطفل على الحليب الصناعي الذي لا يحتوي على كميات كافية من فيتامين د والكالسيوم، يمكن أن يتعرض الطفل في مرحلة مبكرة للإصابة بالكساح. تشهد بعض الدراسات أن الأطفال الذين لا يتعرضون للأطعمة المتنوعة في سن مبكرة هم أكثر عرضة للإصابة بالكساح بسبب نقص هذه العناصر الأساسية.

الختام

الكساح هو مرض يمكن الوقاية منه بشكل فعال إذا تم تناول العناصر الغذائية اللازمة بشكل مناسب. يتطلب هذا المرض التشخيص المبكر وتعديل النمط الغذائي للحفاظ على صحة العظام. يظل الاهتمام بالعوامل البيئية مثل التعرض لأشعة الشمس والحرص على التغذية السليمة من أهم العوامل للوقاية من هذا المرض.