في “محاولة حائط للتعبير عن قلقه”، يأخذنا الكاتب سلمان الجربوع في رحلة فريدة وعميقة في عوالم الشتاء والقلق. يرتسم حائطٌ أمامنا، يتقشّر ذاك وجهي في البرد الشديد، يحمل تاريخاً يُرَكِّب في خيوط الزمن والفصول. يظهر الحائط كمنارة تعبيرية، تسلّط الضوء على حالة القلق التي تتجلى في تفاصيل وجه الكاتب.
يشير الجربوع إلى البحر، الذي يقف أمامه وجه الحائط يتأمل فيه بتأنٍ وشغف. هل يرى السائرون في خيال الميناء؟ هذا السؤال يفتح أمام القارئ أفقًا من التأملات حول الرؤية والتصوّر. يصوّر الكاتب البحر ككائن حي، يشاهد وجوه السائرين بعيون مفقوشتين، يتخثر سوادهما الرجراج على هيئة طلاء. هذه الرؤية البحرية تضفي على الحائط طابعًا فنيًا، يربط بين جماليات البحر وقلق الوجود.
وفي هذا الحائط، يأخذنا الكاتب إلى لحظات محددة في الشتاء، حيث حطّ عليه رجلٌ قلقٌ. يتأمل البحر ويراح عرضاً، وهو يرتبط بالحائط كرمز للتفاعل الإنساني مع الطبيعة. يرى القارئ كيف يعبّر الإنسان عن حالته النفسية والروحية من خلال التفاعل مع عناصر الطبيعة.
“محاولة حائط للتعبير عن قلقه”، التي أصدرتها طوى للثقافة والنشر والإعلام في عام 2016، تمثل قطعة أدبية فريدة تحمل في طياتها عمق الفكر وجمال السرد. يتناول الكاتب موضوع القلق بأسلوب شعري وتشكيلي يجسد التفاعل بين الإنسان والبيئة، وكيف يمكن للطبيعة أن تعكس وتؤثر في حالته النفسية. الغلاف الورقي يعكس ألوان الشتاء وينقل جوهر العمل بشكل فني.
في فروع الأدب والخيال، تتألق هذه الرواية كمرآة تعكس تجربة إنسانية تتقاطع مع عالم الطبيعة. القصة التي تمتد على 144 صفحة تأخذ القارئ في رحلة لاكتشاف الذات وفهم تأثير البيئة على حالتنا العاطفية.