في كتابه الممتع والمثير للاهتمام بعنوان “المدخل إلى دراسة العلاقات العامة والإعلام”، يقدم الكاتب محمد الشمري رحلة استكشافية شاملة إلى عالم العلاقات العامة وأثرها البارز في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. يستعرض الشمري في صفحاته 223 تطور الحياة الاجتماعية وتأثيرها على تبادل الأفراد للمودة والاحترام، مؤكدًا على طبيعة الإنسان الاجتماعية واحتياجه الدائم إلى التواصل والتفاعل مع الآخرين.
يعكس الكتاب التزايد الواضح في اعتماد الأفراد على بعضهم البعض في ظل تقدم الحياة الاجتماعية وازدهار الحياة الاقتصادية والسياسية. ومن هنا، يبرز الشمري أهمية العلاقات العامة كمفهوم حديث يعكس الحاجة الملحة لإقامة أسس قوية للتواصل المتبادل بين الأفراد والمؤسسات.
على مدى صفحات الكتاب، يستعرض الشمري تاريخ وتطور مفهوم الإدارة وكيف أصبح لتوفير القدرات الإدارية أهمية خاصة في العصر الحديث، حيث يسلط الضوء على دور العلاقات العامة في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. يركز الكاتب على مسؤوليات الإدارة تجاه العاملين والمواطنين، مؤكدًا على أهمية تحقيق توازن بين مصلحة المؤسسة ومصلحة المجتمع.
تتجلى حساسية الشمري تجاه أهمية العلاقات العامة في المنظمات الصغيرة والكبيرة، وكذلك في الهياكل الاجتماعية والمهنية سواء كانت حكومية أو أهلية. يسلط الضوء على الزيادة الملحوظة في اهتمام المؤسسات بمجال العلاقات العامة نتيجة لتوسع حجم المنظمات وتشدد المنافسة، مما يجعل التواصل الفعال أمرًا ضروريًا لتحقيق التفاهم المتبادل مع العاملين والجماهير.
تتناول الصفحات النهائية من الكتاب التطورات الحديثة في وسائل الإعلام، وكيف أثرت هذه التقنيات الجديدة على ممارسة العلاقات العامة. يبرز الشمري أهمية إيجاد أساس سليم للتفاهم المتبادل مع العاملين والجماهير، وكيف يمكن للعلاقات العامة أن تلعب دورًا حيويًا في تحقيق رفاهية وتقدم المجتمع.
في الختام، يقدم الكتاب رؤية شاملة وفريدة حول العلاقات العامة وأثرها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. يعتبره القارئ مرجعًا قيمًا في فهم مفهوم العلاقات العامة ودورها الحيوي في بناء جسور التواصل في المجتمعات الحديثة.