مراجعة فيلم “ذا لاست رانوي” (The Last Runway)
يُعتبر فيلم “ذا لاست رانوي” (The Last Runway) من الأفلام التي تقدم مزيجًا مثيرًا من الأكشن والتشويق مع تداخل قوي للمسائل السياسية والإنسانية. تم إنتاج هذا الفيلم في عام 2018، وهو من إخراج رودريغو سالومون وبييترو سكابيني، ويضم طاقمًا مميزًا من الممثلين مثل لويس أغيري، أندريا كواتروشكي، وسيلفيو روداس، من بين آخرين. تم عرض الفيلم لأول مرة في 1 مارس 2019 في بعض الدول، ويتميز بتصنيفه TV-MA، ما يعني أنه موجه للجمهور البالغ بسبب مشاهد العنف والمحتوى الجاد.
قصة الفيلم
تدور أحداث الفيلم في إطار درامي أكشن حيث يروي قصة العقيد السابق الذي يُنظم مجموعة شبه عسكرية خاصة لمكافحة تهريب المخدرات على الحدود بين باراغواي والأرجنتين. يعكس الفيلم التوترات المحلية والدولية المرتبطة بالمخدرات، ويستعرض تأثير هذه الظاهرة على المجتمعات الحدودية. يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها أفراد المجموعة العسكرية الخاصة، من الصراع الداخلي مع ماضيهم، إلى العنف المستمر والتهديدات التي تتعرض لها حياتهم.
يسعى العقيد إلى تحقيق العدالة على الحدود الفوضوية التي تسيطر عليها عصابات المخدرات، لكن هذا السعي لا يخلو من التضحيات والمصاعب. يرتكز الفيلم على استراتيجية “العمل على الحافة” حيث تندمج القوى العسكرية مع المجتمع المحلي في محاولة للوصول إلى هدفهم المشترك، وهو القضاء على تجارة المخدرات التي تهدد الاستقرار في المنطقة.
الرسالة السياسية والاجتماعية
يقدم الفيلم نظرة دقيقة ومعقدة للواقع الذي يعيشه العديد من البلدان الواقعة في مناطق حدودية متوترة. يسلط الضوء على تأثير تجارة المخدرات على البنية الاجتماعية والسياسية، وما تسببه من آثار سلبية على الأفراد الذين يعيشون في تلك المناطق. تعكس القصة نضال الأشخاص الذين يتجاوزون حدود المؤسسات الرسمية للمساهمة في إحداث التغيير، حتى وإن كانت الوسائل المستخدمة مشبوهة أحيانًا.
الأداء التمثيلي
تألق طاقم الممثلين في تقديم شخصيات معقدة ومتناقضة، تعكس الأبعاد الإنسانية المختلفة للمجموعة شبه العسكرية. يقدم لويس أغيري شخصية العقيد بحرفية عالية، حيث يجسد الرجل الذي يعيش في صراع دائم مع ماضيه بينما يحاول شق طريقه نحو العدالة. أما أندريا كواتروشكي وسيلفيو روداس، فقد قدما أداءً رائعًا من خلال تجسيد الشخصيات التي تمثل القيم الوطنية والنضال من أجل ما هو صحيح.
الإخراج والتصوير
يتميز فيلم “ذا لاست رانوي” باستخدام تقنيات إخراجية متقنة، مع تصوير مذهل للأماكن الوعرة والحدودية بين باراغواي والأرجنتين. توفر المشاهد الخارجية البسيطة ولكن المؤثرة خلفية واقعية تعكس الصراع المستمر في هذا الجزء من العالم. يتم استخدام الظلال والإضاءة بشكل ذكي لتعزيز الأجواء المشوقة والفوضوية التي تعيشها الشخصيات.
الموسيقى التصويرية
ساهمت الموسيقى التصويرية في الفيلم بشكل كبير في تعزيز الأجواء المشوقة، حيث كانت تعكس التوتر والمخاطرة اللذين يحيطان بالشخصيات. الموسيقى تنقل إحساسًا من العزلة والتصميم، مما يساعد على خلق بيئة مثيرة تناسب نوعية الفيلم. كانت الموسيقى تتناغم مع الأحداث بشكل مميز، مما جعل المشاهد أكثر تأثيرًا وحيوية.
الختام
بغض النظر عن كونه فيلمًا حربيًا أو من نوع الأكشن، يحمل “ذا لاست رانوي” طابعًا إنسانيًا بامتياز، ويتيح للمشاهد فرصة للتفكير في العديد من القضايا المتعلقة بالعدالة، السلطة، والمكافحة ضد الفساد. ورغم أن الفيلم لا يخلو من المشاهد العنيفة والتوترات المستمرة، إلا أن مضمونه السياسي والاجتماعي يفتح المجال لفهم أعمق للصراعات الحدودية، سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي.
يمكن القول إن هذا الفيلم هو دعوة للتأمل في قدرة الإنسان على مواجهة التحديات العميقة والمعقدة في عالم يعج بالفوضى، وكيف أن الأمل والمثابرة قد يكونان السبيل الوحيد للنجاة في مواجهة تلك التحديات.
المصدر:
المراجعة بناءً على تحليل الفيلم “The Last Runway” من إنتاج باراغواي والأرجنتين لعام 2018.