في كتابه الذي يحمل عنوان “أخونا ودرو: مذكرات حول ودرو ويلسون”، يقدم المؤلف ستوكتون أكسون نظرة فريدة وشاملة حول حياة الرئيس ودرو ويلسون، موثقاً العديد من اللحظات الحميمة والمفصلية في حياة هذا الزعيم الذي لعب دوراً هاماً في تشكيل السياسة الأمريكية. يعتبر هذا الكتاب كنزاً تم إهماله لفترة طويلة، إذ يتناوله ستوكتون أكسون، الذي كان أخاً لزوجة ودرو ويلسون، كصديق مقرب وصهر.
تتجلى قيمة الكتاب في تقديمه لرؤية حميمة حول الجانب الإنساني لويلسون، حيث كان أكسون أحد الأقلاء الذين شاركهم ويلسون أفكاره وآراؤه بحرية. يرسم أكسون صورة رائعة لويلسون كشخصية معقدة، مع التأكيد على محبته العميقة لـ “أخوه ودرو”. يظهر في الكتاب التحليل الصريح لعيوب ودرو ويلسون، وفي الوقت نفسه، يتأمل في إنجازاته.
تبدأ رحلة القراء في عالم ويلسون من خلال ذكريات الطفولة والشباب، مع التركيز على فترة خطوبته وزواجه من إيلين أكسون. يتناول الكتاب فترة تدريس ويلسون لمدة اثني عشر عامًا في جامعة برينستون، حيث كان أكسون نفسه أستاذًا في تلك الفترة. يقدم أكسون تحليلاً واضحاً لنجاحات وفشلات ويلسون كرئيس لجامعة برينستون، وهو يعتبر رصيدًا قيمًا لتلك الفترة.
ينتهي الكتاب بالتركيز على الفترة التي قضاها ودرو ويلسون كحاكم لولاية نيوجيرسي ورئيس للولايات المتحدة، مع التحليل العميق لتطور شخصيته. يقدم أكسون نظرة خلف الكواليس على مسيرة ودرو ويلسون خلال الحرب العالمية الأولى وما تلاها، مع التركيز على تعقيد شخصيته الذي تغير تدريجياً. “إنه عمه جوزيف [والد ودرو] الذي فيه”، هكذا عبر أحد أقارب ويلسون عن صلابته الظاهرة. من وجهة نظر أحد أفراد العائلة الذي يحمل مشاعر الحب، يقدم أكسون تقريرًا عميقًا ولكنه متحفظ حول كيفية تغير ودرو ويلسون مع تحمله لأعباء الحرب العالمية الأولى وتداعياتها.
يعتبر هذا الكتاب إضافة قيمة إلى أدبيات السير والمذكرات، ويقدم نظرة فريدة إلى حياة ودرو ويلسون. صدر الكتاب أصلاً في عام 1993، ويعيد مكتبة الأرث الأمريكية في جامعة برينستون إحياء هذا الكنز من خلال استخدام أحدث تقنيات الطباعة حسب الطلب لجعل الكتب التي كانت متوقفة عن التداول متاحة مجددًا.