في الفترة المظلمة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كانت أوروبا تعاني من ويلات الصراع العنيف، شهدت بولندا أحداثًا مأساوية أثرت بشكل كبير على الشعب البولندي وشهدته العالم بأسره. تعتبر مذبحة “Erntefest” التي وقعت في الفترة من 3 نوفمبر إلى 4 نوفمبر 1943 واحدة من أبشع تلك الأحداث التي شهدتها بولندا.
تمثلت مذبحة “Erntefest” في إعدام جماعي للمعتقلين في معسكرات الاعتقال الألمانية في منطقة لوبلين الخاضعة لسيطرة النازيين في بولندا. وقد شملت المذبحة عدة معسكرات من بينها معسكر تريبلينكا ومعسكر مايدانيك ومعسكر بونياتوف وغيرها. وقد شارك في هذه العملية الوحشية قوات الأمن الألمانية والوحدات الخاصة التابعة للحرس الالماني.
تمت المذبحة بحجة “الاحتفال بالحصاد”، حيث أُجبر المعتقلون على الانتظار في صفوف طويلة قبل أن يتم إطلاق النار عليهم أو إعدامهم بواسطة الغاز. وتشير التقارير التاريخية إلى أن عدد الضحايا كان هائلًا، حيث يتراوح بين 42,000 إلى 43,000 شخص، معظمهم من اليهود والمقاومين والمعتقلين السياسيين.
تعد مذبحة “Erntefest” واحدة من الأحداث الأليمة التي شهدتها بولندا خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وتظل تجرحًا عميقًا في تاريخ البشرية، مما يجعلها تذكيرًا مؤلمًا بواحدة من أكثر الفظائع التي ارتكبت في هذه الفترة الدموية.