“مدينة النور” هو عمل أدبي ممتاز من تأليف لورين بلفر، يقدم لنا نافذة إلى عام 1901 في مدينة بوفالو في ولاية نيويورك. تتميز بوفالو في تلك الحقبة بانتعاش صناعي مزدهر وشوارع مكهربة حديثًا، حيث تبرز كنموذج يحتذى به للقرن الجديد. لويزا باريت قد جعلت من هذه المدينة المذهلة موطنًا لها. بوفالو هو مكان عملها، حيث تشغل منصب مديرة مدرسة بوفالو الأكثر تميزًا، وتتحاشى في هذا العالم المكون من الرجال، محمية بواسطة تيتانات مدينتها.
ولكن لا شيء يستعدّها لاكتشاف مذهل: دليل على جريمة قتل مرتبطة بمحطة الطاقة الهائلة التي تشبه الكاتدرائية عند شلالات نياجارا القريبة. هذه الجريمة الصادمة – تليها وفاة غامضة أخرى – ستشعل سلسلة من الأحداث المتفجرة. ففي هذه المدينة المليئة بالتآمر المثير والتقدم المدهش، يدور صراع بين السياسيين ورواد السلطة والصناعيين للسيطرة على نياجارا. وإحدى النساء الاستثنائيات في وسط هذا الصراع يجب أن تحمي سرًا مظلمًا يشملهم جميعًا…
“مدينة النور” تندرج ضمن نوعية الروايات الأدبية، مع تركيز على العناصر التاريخية والسرد الشيق. يجمع هذا العمل بين الجريمة والتشويق والصراعات السياسية والاجتماعية، ليقدم للقارئ رحلة خيالية تنقله إلى عالم مليء بالغموض والإثارة.
صدر هذا الكتاب تحت طابع دلتا في شهر أغسطس من عام 2003، حيث حظي بإعجاب القراء والنقاد على حد سواء. يجسد “مدينة النور” ببراعة الحياة في مدينة بوفالو في بداية القرن العشرين، وينقلنا إلى عالم مشوق مليء بالشخصيات القوية والأحداث الملتهبة.
لورين بلفر تبني قصة تحمل بعضًا من الرومانسية، مع الغموض القاتم والتشويق اللافت، وترسم لنا صورة حية لمجتمع تسوده المؤامرات والصراعات على السلطة. هي رواية تأخذك بين أزقة المدينة وأروقتها السرية، وتعرض لنا صورة حية لحياة المرأة ذات القوة الاستثنائية في عالم يحاول تقمص القوة والسيطرة.
باختصار، “مدينة النور” ليست مجرد رواية تاريخية، بل هي عمل أدبي يتجاوز الزمان والمكان ليأسر قلوب القراء بقصة مشوقة تمزج بين الواقع والخيال ببراعة مدهشة.