رواية “مدرسة الكتابة بالطباعة للرجال” هي الجزء الرابع من سلسلة “وكالة التحريات النسائية الأولى” التي كتبها الكاتب الاسكتلندي ألكسندر ماكول سميث. تُعد هذه السلسلة من أكثر الكتب المحبوبة حول العالم، وذلك بفضل شخصيتها الرئيسية، السيدة برشياس راموتسوي، التي تعتبر أول محققة نسائية في بوتسوانا.
السيدة راموتسوي، المعروفة بلقب “ماما راموتسوي”، تُدير وكالة تحريات ناجحة ومزدهرة في العاصمة جابورون. على الرغم من أن السلسلة تُصنف ضمن أدب الجريمة والغموض، إلا أن روحها الحقيقية تكمن في الحكمة الإنسانية، والفكاهة البسيطة، واللمسات الأخلاقية التي تسود حياتها وحياة الشخصيات الأخرى.
في هذا الجزء من السلسلة، نجد ماما راموتسوي تشعر بالرضا والاطمئنان. حياتها الشخصية والمهنية مستقرة؛ فهي في منتصف الثلاثينات من عمرها، وهو العمر الذي تعتبره “الأفضل للمرأة”. تمتلك منزلاً مريحاً، ولديها طفلان بالتبني، وخطيب تحبه، وهو السيد جي إل بي ماتكوني، الذي يُدير ورشة لإصلاح السيارات. لكن، كالعادة، لا تخلو حياتها من بعض التحديات.
من بين هذه التحديات أن خطيبها لم يحدد بعد موعد زفافهما، مما يثير بعض القلق لديها. في الوقت نفسه، تسعى مساعدتها الوفية، السيدة غريس ماكوتسي، إلى العثور على زوج، ولكنها تجد صعوبة في هذا الأمر في ظل ظروف حياتها. والأسوأ من ذلك، أن وكالة تحريات جديدة قد افتتحت في المدينة، وتتبنى نهجاً منافساً لا يتسم باللطف والرقة التي تميز وكالة ماما راموتسوي.
إلا أن ماما راموتسوي، كما عرفها قراء السلسلة، تُواجه هذه التحديات بنظرتها الثاقبة وحكمتها الكبيرة. إنها تعتمد على تفهمها العميق للطبيعة البشرية، وعلى قلبها الطيب، وعلى قدرتها الفطرية على حل المشاكل بأكثر الطرق هدوءاً وفعالية.
الرواية تُجسد بوتسوانا بعمق، ليس فقط من خلال المشاهد الطبيعية والثقافة المحلية، بل أيضاً من خلال القيم الإنسانية التي تحملها، مثل التضامن الاجتماعي والاحترام المتبادل. كذلك، تمثل ماما راموتسوي نموذجاً للمرأة القوية التي تقود حياتها بنجاح رغم التحديات، وتُجسد الحكمة البسيطة التي يمكن أن تقود إلى السعادة والرضا في الحياة.
هذه الرواية، مثل باقي السلسلة، لا تعتمد على التشويق والإثارة الدرامية، بل على الحكايات الصغيرة التي تتكشف في حياتنا اليومية. ومن خلال شخصية ماما راموتسوي، يدعو ألكسندر ماكول سميث القراء إلى التفكر في الجوانب البسيطة من الحياة التي غالباً ما نتغافل عنها.
بلا شك، تُعتبر “مدرسة الكتابة بالطباعة للرجال” رواية ساحرة تستمر في جذب القراء الذين يحبون القصص الهادئة والعميقة التي تحتفي بالإنسانية في أبسط صورها.