كم تدوم الصبغة على الشعر: العوامل المؤثرة، الأنواع، وكيفية العناية لضمان ثبات اللون

تعد صبغات الشعر من أبرز وسائل التجميل والتغيير التي تستخدمها النساء والرجال على حد سواء، فهي تمنح مظهراً جديداً وتحسّن من الإطلالة العامة. ومع تنوع الصبغات بين المؤقتة والدائمة وشبه الدائمة، يبقى سؤال “كم تدوم الصبغة على الشعر؟” مرتبطاً بعدد من العوامل التي تختلف من شخص لآخر ومن نوع صبغة إلى آخر. لمعرفة المدة التي يمكن أن تبقى فيها الصبغة على الشعر، لا بد من التطرق إلى التركيب الكيميائي للصبغة، نوع الشعر، العناية بعد الصبغة، وعدد من المتغيرات البيئية والشخصية الأخرى. هذا المقال يستعرض بشكل مفصل كل ما يتعلق بمدة ثبات الصبغة على الشعر، مدعوماً بتحليل علمي ودقيق.

أنواع صبغات الشعر وتأثيرها على مدة الثبات

المدة الزمنية التي تدوم فيها الصبغة على الشعر تعتمد بدرجة كبيرة على نوع الصبغة المستخدمة. يمكن تصنيف صبغات الشعر إلى أربعة أنواع رئيسية:

1. الصبغات المؤقتة (Temporary Hair Color)

تتميز هذه الصبغات بأنها تغلف الشعر من الخارج دون أن تخترق جذعه أو تؤثر على البنية الداخلية للشعرة. تأتي غالبًا على شكل بخاخات أو رذاذ أو شامبو ملون، وتزول مع غسلة واحدة إلى ثلاث غسلات بالماء والشامبو.

المدة المتوقعة للثبات: 1 إلى 3 غسلات.

2. الصبغات شبه الدائمة (Semi-Permanent Hair Color)

تخترق هذه الصبغات الطبقة الخارجية من الشعرة (القشرة الخارجية)، ولكنها لا تصل إلى عمق الشعرة ولا تحتوي على الأمونيا أو مواد مؤكسدة قوية. تستخدم عادة لإضفاء لمعان أو لتغميق اللون أو توحيد لون الشعر، وهي أكثر نعومة على الشعر مقارنة بالصبغات الدائمة.

المدة المتوقعة للثبات: من 6 إلى 12 غسلة، أي حوالي 2 إلى 4 أسابيع.

3. الصبغات الدائمة (Permanent Hair Color)

تحتوي على مواد مؤكسدة مثل بيروكسيد الهيدروجين وأمونيا تساعد على فتح قشرة الشعرة وإدخال اللون إلى البنية الداخلية. هذا النوع يُستخدم لتغيير جذري في لون الشعر ويثبت لفترة طويلة. رغم أنها تسمى “دائمة”، إلا أن اللون يبدأ في التلاشي تدريجيًا بعد عدة أسابيع.

المدة المتوقعة للثبات: من 6 إلى 8 أسابيع قبل الحاجة إلى تجديد اللون أو صبغ الجذور.

4. الصبغات شبه الدائمة طويلة الأمد (Demi-Permanent Hair Color)

تعتبر وسطًا بين الصبغة الدائمة وشبه الدائمة، حيث تحتوي على بيروكسيد الهيدروجين ولكن بدون أمونيا، وتخترق قشرة الشعرة بعمق متوسط. تتميز بكونها أكثر لطفًا على الشعر وتدوم لفترة أطول من الصبغة شبه الدائمة العادية.

المدة المتوقعة للثبات: من 20 إلى 28 غسلة، أي حوالي 4 إلى 6 أسابيع.

العوامل المؤثرة في مدة ثبات الصبغة على الشعر

1. نوع الشعر وتركيبته

• الشعر الجاف أو المسامي يمتص الصبغة بشكل أسرع، ولكن قد يفقدها أيضًا بسرعة نتيجة هشاشته.

• الشعر الدهني أو الطبيعي يميل إلى الحفاظ على الصبغة لفترة أطول بسبب توازن الرطوبة.

• الشعر الرمادي أو الأبيض يصعب صبغه، وقد يحتاج إلى تكرار العملية أو استخدام تركيبة قوية لضمان الثبات.

2. تكرار غسل الشعر

غسل الشعر المتكرر، خاصة باستخدام شامبوهات قوية أو المضادة للقشرة، يؤدي إلى تسريع فقدان اللون. الشامبو المحتوي على الكبريتات يُعتبر من أبرز العوامل التي تزيل الصبغة من الشعر بسرعة.

3. درجة حرارة الماء

الماء الساخن يفتح مسام الشعرة مما يساهم في فقدان اللون، بينما يُفضل استخدام الماء البارد أو الفاتر للحفاظ على اللون لفترة أطول.

4. أشعة الشمس والتعرض للأشعة فوق البنفسجية

التعرض المستمر للشمس يبهت لون الشعر المصبوغ، خصوصاً الألوان الفاتحة مثل الأحمر والنحاسي والأشقر.

5. منتجات العناية بالشعر

استخدام منتجات لا تتناسب مع الشعر المصبوغ، مثل الزيوت الثقيلة أو الكريمات التي تحتوي على كحول، يؤثر سلباً على ثبات الصبغة. في المقابل، توجد مستحضرات مخصصة للشعر المصبوغ تساعد في حماية اللون.

6. العلاجات الكيميائية السابقة

الشعر الذي خضع لمعالجات مثل الفرد أو التجعيد الكيميائي يكون أكثر عرضة لفقدان اللون سريعًا نتيجة لتلف بنيته الداخلية.

جدول مقارنة بين أنواع الصبغات ومدة ثباتها

كيف تحافظ على الصبغة لأطول فترة ممكنة؟

1. اختيار نوع الشامبو المناسب

الشامبو الخالي من الكبريتات يساعد في الحفاظ على اللون، حيث لا يزيل الزيوت الطبيعية أو اللون بسرعة. يُفضل استعمال شامبو مخصص للشعر المصبوغ.

2. استخدام الماء البارد

ينصح دائمًا بغسل الشعر بالماء البارد أو الفاتر لتجنب فتح قشرة الشعرة، مما يمنع فقدان الصبغة.

3. التقليل من استخدام أدوات التصفيف الحرارية

المجفف، المكواة، وأدوات التمليس قد تؤدي إلى تفكيك جزيئات اللون داخل الشعر، خصوصاً عند الاستخدام المتكرر أو بدرجات حرارة مرتفعة.

4. استخدام الماسكات المرطبة والمغذية

الماسكات التي تحتوي على بروتينات طبيعية وزيوت مغذية تساهم في تقوية الشعرة وبالتالي الاحتفاظ بالصبغة لفترة أطول.

5. تجنب السباحة في المسابح المحتوية على الكلور

الكلور من أكثر المواد التي تسبب زوال اللون، ولذلك يجب استخدام قبعة سباحة أو غسل الشعر مباشرة بعد السباحة.

الصبغات النباتية والطبيعية: هل تدوم أطول؟

الحناء والكركديه وبعض الأعشاب الطبيعية تُستخدم في صبغ الشعر منذ القدم. ورغم أن الحناء تتميز بثبات جيد على الشعر وتدوم لفترة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع، إلا أن ألوانها محدودة، ولا يمكن إزالة اللون بسهولة أو تغييره إلا مع مرور الوقت أو نمو الشعر.

الجدير بالذكر أن الصبغات النباتية لا تضر الشعر، لكنها تحتاج إلى وقت أطول في التطبيق، كما أن نتائجها غير مضمونة دائماً من حيث اللون النهائي.

العوامل البيئية ودورها في زوال الصبغة

– التلوث الهوائي

الغبار، الأدخنة، والملوثات تؤثر سلباً على الشعر وتقلل من لمعانه وتؤدي إلى تدهور سريع في لون الصبغة.

– الطقس الحار أو الجاف

الحرارة المرتفعة تؤدي إلى جفاف الشعر، مما يجعله يفقد اللون بسرعة.

– التعرض للمياه المالحة

مثل مياه البحر، تؤدي إلى فقدان سريع للصبغة، خصوصاً إذا لم يتم غسل الشعر بعدها بماء نقي.

لون الصبغة وتأثيره على مدة الثبات

الألوان الداكنة مثل الأسود والبني تبقى لفترة أطول على الشعر، أما الألوان الفاتحة مثل الأشقر الرمادي أو الوردي والأحمر فتتلاشى بشكل أسرع.

يعود ذلك إلى أن جزيئات اللون الفاتح أقل كثافة وتثبت بصعوبة داخل الشعرة مقارنة بالألوان الداكنة.

دور الحمية والتغذية في ثبات الصبغة

التغذية الجيدة تؤثر بشكل غير مباشر على ثبات اللون؛ فالشعر الصحي القوي يحتفظ بالصبغة أكثر من الشعر الهش الناتج عن نقص الحديد أو البروتين. يُنصح بتناول أطعمة غنية بالزنك، فيتامين B12، والأوميغا 3 لدعم صحة الشعر.

خلاصة علمية

مدة ثبات صبغة الشعر تعتمد على تفاعل معقد بين نوع الصبغة، بنية الشعرة، طريقة العناية اليومية، وتأثير العوامل الخارجية. وبالرغم من أن الصبغات الدائمة هي الأطول ثباتًا من حيث التقنية، إلا أن الحفاظ على اللون يعتمد بدرجة أكبر على روتين العناية ما بعد الصبغة. إن تبني ممارسات صحية مثل استخدام منتجات خالية من الكبريتات، تجنب الحرارة العالية، وحماية الشعر من العوامل البيئية، يُعد من أهم خطوات الحفاظ على مظهر الشعر المصبوغ لأطول فترة ممكنة.

المراجع:

1. American Academy of Dermatology Association. “Hair coloring: Tips for healthy-looking hair.” aad.org

2. Journal of Cosmetic Science. “The Interaction of Hair with Permanent Hair Dyes and the Effects of External Conditions.”