مدة ثبات صبغة الشعر

كم تدوم الصبغة في الشعر؟

إن صبغ الشعر يعد من أكثر الطرق الشائعة لتغيير المظهر، سواء كان الهدف من ذلك إخفاء الشعر الأبيض أو إضفاء لمسة جديدة على مظهر الشخص. لكن، غالبًا ما يتساءل العديد عن المدة التي تظل فيها صبغة الشعر ثابتة قبل أن تبدأ في التلاشي أو التغيير. الجواب على هذا السؤال يعتمد على عدة عوامل، تشمل نوع الصبغة المستخدمة، لون الشعر الطبيعي، أسلوب العناية بالشعر، وعوامل أخرى مثل تعرض الشعر للعوامل البيئية.

1. أنواع صبغات الشعر وتأثيرها على مدة ثبات اللون

عند الحديث عن مدة بقاء الصبغة في الشعر، من المهم أولًا فهم أنواع الصبغات المتاحة في السوق. هناك عدة أنواع من الصبغات التي تختلف في تركيباتها وطريقة تأثيرها على الشعر:

الصبغات الدائمة

الصبغات الدائمة هي الأكثر شيوعًا بين من يسعون لتغيير لون شعرهم بشكل دائم. هذه الصبغات تحتوي عادة على مواد كيميائية مثل الأمونيا والأوكسجين (البيروكسيد) التي تقوم بفتح قشور الشعر لتمكين الصبغة من التغلغل داخل الخصلات. بسبب هذه التركيبة الكيميائية، يمكن للصبغة الدائمة أن تدوم من 6 إلى 8 أسابيع، وتستمر لفترة أطول إذا تم العناية بالشعر بشكل جيد بعد الصبغ.

الصبغات شبه الدائمة

تتميز الصبغات شبه الدائمة بأنها أقل تدميرًا للشعر مقارنة بالصبغات الدائمة، حيث إنها لا تحتوي على الأمونيا أو الأوكسجين. وبدلاً من اختراق الشعر بشكل عميق، تبقى الصبغة على سطح الشعر لفترة قصيرة. عادةً ما تدوم الصبغة شبه الدائمة من 4 إلى 6 أسابيع، مما يجعلها خيارًا جيدًا لمن يرغب في تجربة تغيير مؤقت في اللون دون الالتزام بشكل دائم.

الصبغات المؤقتة

الصبغات المؤقتة هي النوع الأكثر غير ديمومة، حيث تبقى على الشعر لفترة قصيرة جدًا، قد تكون لمرة واحدة أو عدة مرات. يتم تطبيق هذه الصبغة على الشعر كغسول أو سائل، وتختفي بعد غسل الشعر. تدوم عادة من غسلة إلى ثلاث غسلات، وفقًا لطبيعة الشعر ومدى تعرضه للماء والشامبو.

2. العوامل التي تؤثر في مدة بقاء صبغة الشعر

نوع الشعر

نوع الشعر يلعب دورًا كبيرًا في تحديد المدة التي تدوم فيها الصبغة. الشعر الجاف أو المجعد قد يمتص الصبغة بشكل أفضل من الشعر الدهني، مما يؤدي إلى زيادة ثبات اللون لفترة أطول. من ناحية أخرى، الشعر الدهني يمكن أن يسبب تلاشي اللون بسرعة أكبر، وذلك بسبب إفراز الزيوت التي تقوم بإزالة الصبغة بشكل أسرع.

لون الشعر الطبيعي

الشعر الذي يمتلك لونًا طبيعيًا داكنًا عادة ما يستغرق وقتًا أطول لامتصاص الصبغة مقارنة بالشعر الفاتح. لذلك، قد يكون من الصعب إخفاء الشعر الأبيض تمامًا باستخدام صبغة شبه دائمة أو مؤقتة. وفي حال كان الشعر فاتحًا، يمكن للصبغة أن تدوم بشكل أفضل، ولكن اللون قد يتغير أو يتلاشى أسرع بسبب عدم وجود الكثير من الميلانين في الشعر.

التعرض للماء والشمس

العوامل البيئية مثل الماء والشمس تلعب دورًا رئيسيًا في سرعة تلاشي صبغة الشعر. فالشعر الذي يتعرض بشكل مستمر للماء (خاصة الماء المالح أو الكلور في حمامات السباحة) أو لأشعة الشمس المباشرة قد يفقد لونه بشكل أسرع. علاوة على ذلك، فإن استخدام الشامبوهات القوية أو التي تحتوي على مواد تنظيف قوية قد يسهم أيضًا في إزالة اللون بشكل أسرع.

منتجات العناية بالشعر

طريقة العناية بالشعر بعد الصبغ تعد من العوامل الأساسية في الحفاظ على لون الشعر لأطول فترة ممكنة. استخدام منتجات عناية بالشعر الخاصة بالصبغات، مثل الشامبو والبلسم الخاليين من الكبريتات، يمكن أن يساعد في الحفاظ على اللون بشكل أطول. بالإضافة إلى ذلك، من المهم تجنب غسل الشعر بشكل مفرط بعد صبغه لتجنب فقدان اللون بسرعة.

التغذية والصحة العامة للشعر

تأثير التغذية والعناية العامة بالشعر يمكن أن يؤثر أيضًا في مدة بقاء الصبغة. إذا كان الشعر يعاني من نقص في الفيتامينات أو البروتينات الأساسية، فقد يؤدي ذلك إلى ضعف تركيبته وبالتالي قد يتلاشى اللون أسرع. على العكس من ذلك، الشعر الصحي والقوي يحافظ على اللون لفترة أطول.

3. كيفية العناية بالشعر المصبوغ

الابتعاد عن الشامبو القاسي

تعتبر الشامبوهات القاسية التي تحتوي على الكبريتات من العوامل التي تسرع من تلاشي لون الشعر المصبوغ. يفضل استخدام شامبو خاص بالشعر المصبوغ يحتوي على مواد لطيفة وغير مؤذية، حيث تحافظ هذه المنتجات على اللون وتقلل من فقدانه.

الحماية من الحرارة

استخدام أدوات تصفيف الشعر الساخنة مثل المكواة أو السيشوار يمكن أن يؤدي إلى تلاشي اللون بشكل أسرع. لذلك، من الأفضل استخدام هذه الأدوات بحذر، ويفضل دائمًا استخدام منتجات واقية من الحرارة لتقليل الأضرار الناتجة عن الحرارة.

الترطيب المنتظم

ترطيب الشعر بشكل منتظم هو أمر أساسي للحفاظ على صحة الشعر المصبوغ. استخدام ماسكات الشعر المغذية التي تحتوي على زيوت طبيعية مثل زيت الأرجان أو زيت جوز الهند يمكن أن يساعد في إعادة الحيوية واللمعان للشعر.

الابتعاد عن غسل الشعر المتكرر

غسل الشعر بشكل مفرط يساهم في إزالة الزيوت الطبيعية التي تحافظ على لون الشعر. من الأفضل غسل الشعر المصبوغ فقط عندما يكون ذلك ضروريًا، واستخدام المياه الفاترة بدلاً من الساخنة لحمايته من التلف.

4. الصبغات الطبيعية وتأثيرها على الشعر

تعتبر الصبغات الطبيعية مثل الحناء والصبغات النباتية خيارًا آخر لمن يبحثون عن بديل للصبغات الكيميائية. لكن بالرغم من أن هذه الصبغات تعد أكثر أمانًا لشعرهم، إلا أنها قد لا تدوم لفترة طويلة مثل الصبغات الكيميائية. عادةً ما تتلاشى هذه الصبغات في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ولكنها تعد أقل ضررًا على الشعر.

5. هل هناك طرق لتمديد عمر صبغة الشعر؟

توجد بعض النصائح التي قد تساعد في تمديد مدة بقاء صبغة الشعر لأطول فترة ممكنة:

• استخدام منتجات خاصة للشعر المصبوغ: مثل الشامبو والبلسم المخصصين للصبغة.

• تجنب التعرض المفرط للماء الساخن: حيث يفضل غسل الشعر بماء بارد أو فاتر.

• تغطية الشعر عند السباحة: خاصة إذا كنت في حمام سباحة يحتوي على كلور.

• تجنب أشعة الشمس المباشرة: والتي قد تؤدي إلى تلاشي اللون بسرعة.

6. متى يجب إعادة صبغ الشعر؟

على الرغم من أن الشعر المصبوغ قد يظل محتفظًا بلونه لفترة طويلة، إلا أن الجذور الجديدة تظهر بسرعة. لذلك، قد يحتاج الشخص إلى إعادة صبغ شعره كل 4-8 أسابيع، حسب سرعة نمو الشعر واللون الطبيعي للشخص.

الخلاصة

إن مدة بقاء صبغة الشعر تختلف بشكل كبير بناءً على عوامل عديدة تشمل نوع الصبغة، طبيعة الشعر، طريقة العناية به، والعوامل البيئية مثل الماء والشمس. على الرغم من أن الصبغات الدائمة يمكن أن تدوم عدة أسابيع أو حتى أشهر، إلا أن الصبغات شبه الدائمة والمؤقتة قد تتلاشى بشكل أسرع. لضمان الحفاظ على اللون لفترة أطول، من المهم العناية بالشعر المصبوغ باستخدام منتجات خاصة، تجنب العوامل المدمرة مثل الحرارة والماء الساخن، واختيار النوع الأنسب من الصبغات حسب احتياجات الشخص.