“محب النيران: قصة حقيقية”، هو عنوان يشير إلى واحدة من تلك القصص الحقيقية الصادمة التي تجعلك تنغمس في عوالم مظلمة لم تكن تتخيل وجودها من قبل. يأتي هذا الكتاب من أديب الجريمة البارع جوزيف وامبوغ، المعروف بأعماله الكلاسيكية مثل “حقل البصل” و “أولاد الكنيسة”، حيث يقدم لنا قصة غير عادية عن رجل إطفاء قد يكون، وفقًا لمحللين حكوميين أمريكيين، “أكثر مشعوذي الحرائق في القرن العشرين”.
في طفولته في لوس أنجلوس، كان جون أور يراقب بإعجاب شديد رجال الإطفاء وهم يتدافعون لإخماد الحرائق دون أن يبالوا بحياتهم. وفي يوم من الأيام، أصبح هو نفسه رجل إطفاء، ورجل إطفاء جيد. كعضو في إدارة الإطفاء في غلينديل، صعد في الرتب، ليصبح في النهاية قائد إطفاء واحد من أشهر وأكثر محققي الحرائق احترامًا وتعرفًا في جنوب كاليفورنيا، بالإضافة إلى أنه كان كاتبًا لمقالات عن الإطفاء وأخيرًا لرواية مبنية على الواقع. ولكن كان هناك حياة أخرى، غير مرئية، تتضمن العديد من النساء، وحاجة للمخاطرة، وجوعاً للتقدير.
بينما كان أور يلاحق سلسلة من المشعوذين الصغار، كان هناك مجرم متسلسل لم يستطع تتبعه. المحب للنيران كان يستخدم نفس الجهاز البسيط والمدمر وكان لا يخطئ في تنفيذه. أدى عمله القاتل إلى مقتل أربعة أشخاص أبرياء وتدمير ملايين الدولارات من الأملاك. لم تكن المنازل أو المتاجر التجارية خلال ساعات العمل، أو حقول الشعير الجافة في حر الصيف، آمنة من هوسه برؤيتها تشتعل بالنيران.
لكن بعد سنوات من الإرهاب والدمار، ارتكب خطأً. ترك وراءه مؤشرًا ثمينًا سيستخدمه المحققون ليقودوهم إلى الهوية الحقيقية لمحب النيران، لصدمة وعدم تصديق لدى مجتمع رجال الإطفاء.
“محب النيران” هو رواية مخيفة وملونة وحية، تظهر فيها جوزيف وامبوغ على أحسن وجه. يستكشف صناعة شخصية معوجة، والتفاصيل الساحرة لعلم الحرائق، والعلاقة غير المستقرة بين مجتمعات الإطفاء وإنفاذ القانون، ونظام قانوني خرج عن السيطرة. استنادًا إلى بحثه الدقيق المميز، والمقابلات، وسجلات القضايا، وآلاف الصفحات من السجلات القضائية، يبني وامبوغ سردًا قويًا. لن تنظر إلى النيران بنفس الطريقة مرة أخرى.