في غمرة تلك الأزمنة العصيبة التي اجتاحت أروقة التاريخ، تبرز سفينة الحرب “روكني” كنجمة منيرة تحمل على متنها أحداثاً مهمة ومفصلية في سجلات الحروب العالمية. إنها سفينة حرب تتباهى بانتمائها إلى فئة نيلسون العظيمة، والتي تعتبر مثالًا بارزًا للقوة والتصميم البحري الاستثنائي الذي أتى على يدين المهندسين البريطانيين.
تُعَدُّ “روكني” من سفن الحرب الفائقة التي تم تدشينها في عام 1925، في عهد الاستقرار والتوترات السياسية التي سبقت الفاجعة الكبرى للحرب العالمية الثانية. كانت هذه السفينة ذات الهيكل الضخم والمدفعية القوية تجسد روح القوة البحرية البريطانية في تلك الفترة الزمنية الهامة.
تمثل “روكني” بفخر الطراز الذي حمل اسم الأميرة نيلسون، الذي خاض معارك مشرفة خلال حروب القرن التاسع عشر. إن تسمية هذه السفينة باسم نيلسون تجسد ارتباطها بالتقاليد العسكرية والتاريخ البحري العظيم للمملكة المتحدة.
تتألق “روكني” بمواصفات فريدة ومتقدمة لعصرها، إذ تتميز بسرعتها الفائقة وقوتها النيرانية الهائلة. وُجِدَتْ السفينة على أمواج المحيطات وبحار العالم، تحمل على متنها طاقماً مدربًا تدريباً عالياً ومستعدًا لمواجهة التحديات البحرية بكل إقدار.
في العام 1941، شاركت “روكني” بشكل بارز في العمليات البحرية ضمن إطار الحرب العالمية الثانية، حيث اندلعت معركة الأطلسي الشمالي. لعبت السفينة دوراً حاسماً في تأمين خطوط الإمداد البحرية والدفاع عن المصالح البريطانية في البحر.
تعكس “روكني” قصةً فريدة من نوعها عن بسالة البحارة البريطانيين وقوة البحرية الملكية في الوقت الذي كانت فيه تحديات الحروب العالمية تعصف بالأمم والشعوب. إنها تحفة هندسية بحرية تروي قصة الشجاعة والإصرار في وجه الظروف القاسية، وتظل خالدة في ذاكرة التاريخ البحري.