متى يبدأ فصل الخريف؟

متى يبدأ الخريف؟

الخريف هو أحد الفصول الأربعة التي تميز الأرض بتغيرات مناخية طبيعية، ويأتي بعد الصيف مباشرة وقبل الشتاء. يتميز الخريف بتقلبات ملحوظة في درجات الحرارة وظهور ألوان جديدة في الطبيعة، حيث تتحول أوراق الأشجار إلى اللونين الأحمر والبرتقالي، مما يخلق مشهدًا خلابًا في العديد من المناطق حول العالم. لكن متى يبدأ هذا الفصل؟

بداية الخريف وفقًا للتقويم الفلكي

بداية الخريف تعتمد بشكل أساسي على التوقيت الفلكي الذي يحدده علم الفلك. في نصف الكرة الشمالي، يبدأ الخريف في الاعتدال الخريفي، وهو يحدث عادة بين 21 و 23 سبتمبر من كل عام. يحدث هذا عندما يكون محور الأرض مائلًا بشكل متساوٍ بين الشمس والأرض، مما يؤدي إلى تساوي ساعات النهار والليل.

هذا الاعتدال الخريفي يعد نقطة تحول من فصل الصيف الحار إلى فصل الخريف الأكثر برودة. يختلف هذا التاريخ في نصف الكرة الجنوبي، حيث يبدأ الخريف في الفترة ما بين 20 و 23 مارس. إذا كان الاعتدال في سبتمبر هو بداية الخريف في الشمال، فسيكون في مارس بداية الخريف في الجنوب.

بداية الخريف وفقًا للتقويم المناخي

من جهة أخرى، يمكن تحديد بداية الخريف بناءً على التقويم المناخي، الذي يعتمد على متوسط درجات الحرارة والظروف المناخية التي تحدد الفصول. وفقًا لهذا التقويم، يبدأ الخريف عندما تنخفض درجات الحرارة بمتوسط عدة درجات عن الصيف، عادة ما يكون في أواخر سبتمبر أو بداية أكتوبر.

هذا التغيير في الطقس غالبًا ما يترافق مع تغيرات ملحوظة في البيئات الطبيعية، حيث تبدأ النباتات في تغيير لون أوراقها، ويبدأ بعض الحيوانات في التحضير لفصل الشتاء بتخزين الطعام أو الهجرة إلى أماكن دافئة.

تأثيرات بداية الخريف على الطبيعة

تبدأ العديد من الظواهر الطبيعية في التغير مع بداية الخريف. كما ذكرنا، يتغير لون أوراق الأشجار من الأخضر إلى الأحمر والبرتقالي نتيجة لانخفاض مستوى الكلوروفيل في أوراق الأشجار. هذا التغير اللوني هو نتيجة لتقليص الأشجار إنتاجها للكلوروفيل مع بدء انخفاض درجات الحرارة وقصر ساعات النهار. من الناحية البيئية، يعتبر الخريف فصل التحضير لفصل الشتاء، حيث تتهيأ بعض الحيوانات للسبات الشتوي أو الهجرة إلى أماكن أكثر دفئًا.

من الظواهر التي تحدث أيضًا في الخريف هو هجرة الطيور. العديد من الطيور المهاجرة تبدأ رحلتها إلى الأماكن الدافئة في هذا الفصل لتجنب درجات الحرارة المنخفضة. تهاجر الطيور بحثًا عن الغذاء والظروف المناخية الأكثر استقرارًا، وهذا يشمل أنواعًا مثل البط والإوز.

الأعياد والمناسبات التي ترتبط بالخريف

يرتبط الخريف في بعض الثقافات بعدد من الأعياد والمناسبات. في الدول الغربية، يُحتفل بـ “عيد الهالوين” في 31 أكتوبر، الذي يعد من الأعياد الشهيرة التي تتزامن مع الخريف. هذا العيد يرتبط بتقاليد قديمة تتمثل في الاحتفال بالتغيرات الطبيعية التي تحدث خلال هذا الفصل. في نفس السياق، يشهد الخريف بداية موسم الحصاد في العديد من المناطق، وهو ما يتجلى في الاحتفالات الزراعية التي تميز هذا الفصل في بعض البلدان.

التغيرات المناخية مع بداية الخريف

يؤدي تغير المناخ مع بداية الخريف إلى تقلبات في الطقس، حيث يتناقص تأثير الشمس في النصف الشمالي من الأرض. يسبب هذا التغير في درجات الحرارة تهدئة الأجواء الحارة التي تميز الصيف، لكن هذا قد يسبب أيضًا تقلبات شديدة في الطقس مثل الأمطار الغزيرة والرياح العاتية. في بعض المناطق، يمكن أن تبدأ العواصف والمطر في التحول إلى برودة ملحوظة مع مرور الوقت، مما يساهم في انتقال تدريجي نحو فصل الشتاء.

تجدر الإشارة إلى أن بداية الخريف تختلف في بعض البلدان والمناطق الجغرافية. في المناطق الاستوائية أو القريبة منها، قد لا يكون هناك تغير ملحوظ في الطقس بقدر ما يحدث في المناطق المعتدلة أو الباردة. لذلك، قد تظل درجات الحرارة مرتفعة نسبياً حتى نهاية الخريف في تلك الأماكن، مع اختلاف كبير في الظواهر الطبيعية التي ترافق هذا الفصل.

تأثير بداية الخريف على الحياة اليومية

يعد الخريف وقتًا مهمًا في الحياة اليومية للناس. في العديد من البلدان، يصبح هذا الفصل موسمًا مثاليًا للقيام بالأنشطة الخارجية مثل التنزه في الطبيعة، حيث تزداد مشاهد جمال المناظر الطبيعية. كذلك، يعتبر الخريف فرصة للاستمتاع بأنشطة متنوعة مثل قطف الفواكه والخضروات التي تنضج في هذا الوقت، مثل التفاح والعنب.

في بعض المناطق، قد يعني الخريف أيضًا بداية العودة إلى المدارس بعد عطلة الصيف. يبدأ الطلاب بالاستعداد للفصول الدراسية الجديدة، مما يضيف طابعًا خاصًا على بداية هذا الفصل.

الخريف في الأدب والفن

لطالما كان الخريف مصدر إلهام للفنانين والأدباء عبر العصور. في الأدب، يتناول العديد من الكتاب ظاهرة الخريف لتجسيد الحنين والمرور عبر الزمن. من أشهر الكتاب الذين تحدثوا عن الخريف في أعمالهم، كان الشاعر الأمريكي روبرت فروست، الذي رسم في قصائده صورًا حية لهذا الفصل. الخريف في الأدب غالبًا ما يرمز إلى التغيير، والانتقال من حالة إلى أخرى، سواء كان ذلك في الحياة الشخصية أو في فصول الطبيعة.

أما في الفن، فقد أصبح الخريف موضوعًا شائعًا بين الرسامين الذين يعبرون من خلاله عن المشاهد الطبيعية، خاصة لوحات المناظر الطبيعية التي تمثل الغابات المتناثرة بألوانها الدافئة من البرتقالي والأصفر.

في الختام

يبدأ فصل الخريف في مختلف أنحاء العالم في تواريخ مختلفة وفقًا للتقويم الفلكي أو المناخي. ومع أن التغيير الواضح في الطقس قد يختلف من مكان لآخر، إلا أن هذا الفصل دائمًا ما يكون مليئًا بالتغيرات البيئية والطبيعية التي تجعل منه وقتًا مميزًا في دورة الفصول. تبدأ الأيام في البرودة تدريجياً، ويمثل هذا التغيير بداية فصل جديد يحمل معه جماليات وتحديات خاصة به.