متى تعرفين أنك حامل بتوأم؟

متى يمكن معرفة إذا كنتِ حاملاً بتوأم؟

تعد مرحلة الحمل واحدة من أكثر الفترات المثيرة والملهمة في حياة المرأة. ومع مرور الوقت، يتساءل الكثير من النساء عن كيفية معرفة إذا كان الحمل بتوأم، خاصة في الأشهر الأولى من الحمل. بينما هناك العديد من الأعراض والعلامات التي قد تشير إلى الحمل بتوأم، فإن التشخيص الدقيق لا يتم إلا من خلال الفحوصات الطبية المتخصصة. في هذا المقال، سنتناول متى يمكن معرفة إذا كنتِ حاملًا بتوأم، وكيف يتم تشخيص ذلك، وما هي العوامل التي تؤثر في هذا الحمل المتعدد.

مفهوم الحمل بتوأم

الحمل بتوأم هو حالة حمل تتطور فيها أكثر من جنين داخل رحم المرأة في نفس الوقت. يمكن أن يكون التوأم إما توأمين متطابقين أو توأمين غير متطابقين. التوأم المتطابق يتكون من بويضة واحدة تم تخصيبها ثم انقسمت إلى جزئين، في حين أن التوأم غير المتطابق يتكون من بويضتين منفصلتين تم تخصيبهما من قبل حيوانين منويين مختلفين. الحمل بتوأم غير متطابق هو الأكثر شيوعًا، بينما التوأم المتطابق أقل شيوعًا ولكنه أكثر تعقيدًا في مراحل الحمل.

الأعراض الأولى للحمل بتوأم

من خلال أعراض الحمل التقليدية التي تشعر بها المرأة، قد تلاحظ بعض النساء أن هناك شيئًا مختلفًا عن الحمل العادي. في حين أن معظم هذه الأعراض لا تعتبر دليلاً قاطعًا على الحمل بتوأم، فإنها قد تشير إلى ذلك. ومن أبرز هذه الأعراض:

1. زيادة الغثيان الصباحي: النساء اللواتي يحملن بتوأم يعانين من زيادة ملحوظة في الغثيان الصباحي، والذي يمكن أن يصبح أكثر شدة من الحمل العادي. في بعض الحالات، قد تشعر المرأة بالغثيان طوال اليوم، وليس فقط في الصباح.

2. زيادة الوزن بسرعة: الحمل بتوأم قد يتسبب في زيادة وزن المرأة بشكل أسرع من الحمل الفردي. هذا يعود إلى النمو السريع للجنينين وكذلك زيادة حجم الرحم.

3. زيادة التعب والإرهاق: الحمل بتوأم يمكن أن يزيد من الشعور بالتعب والإرهاق، حيث يعمل الجسم بجهد أكبر لتلبية احتياجات الجنينين.

4. زيادة حجم الرحم: في الحمل بتوأم، قد تجد المرأة أن حجم بطنها أكبر من المتوقع في مرحلة مبكرة من الحمل. يمكن أن يبدأ الرحم في التوسع بشكل أسرع نتيجة لوجود جنينين في الداخل.

5. ارتفاع مستويات هرمون الحمل (HCG): النساء اللواتي يحملن بتوأم غالبًا ما يظهرن مستويات أعلى من هرمون الحمل في دمائهن مقارنة بالحمل العادي. يمكن أن يؤدي هذا إلى أعراض أكثر حدة من الحمل الفردي.

6. ظهور حركة الجنين مبكرًا: بعض النساء اللواتي يحملن بتوأم يلاحظن حركة الجنين في وقت أبكر من الحمل العادي. قد يكون هذا بسبب وجود جنينين في الرحم وتحركهما في وقت واحد.

كيف يتم تشخيص الحمل بتوأم؟

رغم أن الأعراض قد تكون مؤشراً، إلا أن التشخيص الدقيق يتطلب فحوصات طبية. في الأشهر الأولى من الحمل، يمكن للطبيب أن يستخدم مجموعة من الأدوات والوسائل لتحديد ما إذا كان الحمل بتوأم. إليك بعض الطرق المستخدمة:

1. الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار):
   يعد السونار من أكثر الوسائل دقة في تشخيص الحمل بتوأم. يمكن للطبيب أن يلاحظ وجود جنينين داخل الرحم، وأحيانًا يمكن أن يتم اكتشاف ذلك في مرحلة مبكرة جدًا من الحمل، أي في الأسابيع 6 إلى 8.

2. تحليل الدم للكشف عن مستويات هرمون الحمل (HCG):
   كما ذكرنا سابقًا، يتميز الحمل بتوأم بزيادة مستويات هرمون الحمل في الدم بشكل ملحوظ. في حالة الحمل بتوأم، قد تكون مستويات هرمون HCG أعلى من المتوقع. يعتمد الطبيب على هذه المستويات جنبًا إلى جنب مع الفحص السريري لإجراء التشخيص.

3. الفحص البدني:
   في بعض الحالات، قد يتمكن الطبيب من الكشف عن الحمل بتوأم عن طريق فحص البطن والرحم. إذا كان الرحم أكبر من المتوقع في الأسابيع الأولى من الحمل، قد يشتبه الطبيب في وجود حمل بتوأم. ولكن هذا يعتمد على خبرة الطبيب ومرحلة الحمل.

متى يمكن للطبيب تشخيص الحمل بتوأم؟

يمكن للطبيب تشخيص الحمل بتوأم في وقت مبكر من الحمل باستخدام الموجات فوق الصوتية، حيث يُعتبر هذا التشخيص دقيقًا في حوالي الأسبوع السادس إلى الأسبوع الثامن من الحمل. في بعض الحالات، قد لا يظهر الحمل بتوأم بوضوح في البداية إذا كان التوأمان متطابقين وكان أحدهما في موضع صعب لرؤيته.

ومع تقدم الحمل، يصبح الفحص أسهل وأكثر دقة. في الأسابيع 12 إلى 14 من الحمل، سيكون بإمكان الطبيب تحديد عدد الأجنة بدقة كبيرة باستخدام السونار. وإذا كانت هناك حاجة لمزيد من التفاصيل حول التوأم، مثل نوعه (متطابق أم غير متطابق)، يمكن أن يساعد السونار في ذلك.

العوامل التي قد تؤثر في احتمال الحمل بتوأم

لا يتعلق الحمل بتوأم فقط بالأعراض التي قد تظهر على المرأة. هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على احتمالية حدوث الحمل بتوأم:

1. العمر: النساء الأكبر سنًا (خاصة اللواتي تتراوح أعمارهن بين 35 و 40 عامًا) قد يكن أكثر عرضة للحمل بتوأم. هذا يحدث لأن النساء في هذا العمر يفرزن غالبًا أكثر من بويضة واحدة في الدورة الشهرية.

2. الوراثة: إذا كانت هناك حالات حمل بتوأم في عائلتك (خاصة من جهة الأم)، فقد تكونين أكثر عرضة للحمل بتوأم.

3. عدد مرات الحمل السابقة: النساء اللواتي سبق لهن الحمل مرات عديدة قد يكن أكثر عرضة للحمل بتوأم، خاصة إذا كان لديهن توائم في تاريخ العائلة.

4. التخصيب الصناعي: النساء اللاتي يخضعن لعلاج التخصيب الصناعي (IVF) قد يكن أكثر عرضة لحمل أكثر من جنين في نفس الوقت، حيث يتم زرع أكثر من جنين في الرحم.

5. السمنة: أظهرت بعض الدراسات أن النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن قد يكن أكثر عرضة للحمل بتوأم.

المضاعفات المحتملة للحمل بتوأم

رغم أن الحمل بتوأم يعتبر من التجارب المثيرة، إلا أنه قد يأتي مع بعض التحديات والمضاعفات التي يجب على النساء الحوامل أن يكونوا على دراية بها:

1. زيادة خطر الولادة المبكرة: الحمل بتوأم يزيد من خطر الولادة المبكرة. هذا يرجع إلى أن الرحم قد لا يكون قادرًا على استيعاب جنينين لفترة كاملة من الحمل.

2. ارتفاع ضغط الدم: النساء اللواتي يحملن بتوأم قد يكن أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل، مما يتطلب متابعة دقيقة.

3. السكري الحملي: من المعروف أن النساء الحوامل بتوأم معرضات بشكل أكبر للإصابة بالسكري الحملي، وهو نوع من السكري الذي يظهر فقط أثناء الحمل.

4. تسمم الحمل: يعد تسمم الحمل أحد المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث في الحمل بتوأم، ويشمل أعراضًا مثل ارتفاع ضغط الدم، التورم، والبروتين في البول.

5. مضاعفات الولادة: قد يواجه الأطباء صعوبة أكبر في إدارة الولادة في حالة الحمل بتوأم، خاصة إذا كان التوأمان في وضعية غير مثالية أو إذا كان هناك حاجة للولادة القيصرية.

خاتمة

يمكن معرفة إذا كنتِ حاملاً بتوأم في الأشهر الأولى من الحمل عبر الفحص الطبي الدقيق، وخاصة الفحص بالموجات فوق الصوتية. وعلى الرغم من أن هناك بعض الأعراض التي قد تشير إلى حمل بتوأم، إلا أن التشخيص لا يتم إلا بعد إجراء الفحوصات اللازمة. من الضروري متابعة الحمل بعناية واتباع تعليمات الطبيب لضمان صحة الأم والجنينين.