متى تبدأ حركة الجنين؟

حركة الجنين خلال الحمل

تُعد حركة الجنين من العلامات المميزة للحمل، حيث تُمثل مؤشراً مهماً على صحة الجنين ونموه السليم. يُعد تطور هذه الحركات عملية حيوية تشهد تطوراً كبيراً خلال فترة الحمل، كما تشكل مصدراً للطمأنينة بالنسبة للأم الحامل. في هذا المقال، سنتناول حركة الجنين في مراحل الحمل المختلفة، وكيفية شعور الأم بها، وتأثيرات هذه الحركات على الأم والجنين، فضلاً عن بعض النصائح المتعلقة بها.

1. مراحل تطور حركة الجنين خلال الحمل

تبدأ حركة الجنين خلال الحمل في وقت مبكر، ولكن قد لا تستطيع الأم الحامل الشعور بها في الأسابيع الأولى بسبب صغر حجم الجنين والرحم. ومع مرور الأسابيع، تبدأ الحركات في النمو بشكل تدريجي.

1.1 المرحلة المبكرة (الأسبوع 6-10)

في الأسابيع الأولى من الحمل، يبدأ الجنين في تحريك أطرافه، لكنه يكون في غاية الصغر بحيث لا تتمكن الأم من الشعور بهذه الحركات. في هذه المرحلة، تبدأ العضلات والأعصاب في النمو بشكل أساسي، ويبدأ الجنين في تطوير قدراته الحركية بشكل بسيط، حيث تتحرك الأطراف الصغيرة بشكل عشوائي.

1.2 المرحلة المتوسطة (الأسبوع 14-20)

بين الأسبوع 14 والأسبوع 20 من الحمل، يبدأ الجنين في أن يصبح أكثر نشاطاً، وتبدأ الحركات التي يقوم بها تكون أكثر وضوحاً. في هذه المرحلة، يمكن أن تشعر الأم الحامل لأول مرة بحركات الجنين. تعرف هذه اللحظة بـ “الحركات الأولى” أو “الركلات الأولى”. في البداية، يمكن أن تشعر الأم بحركة الجنين كدفقات خفيفة أو شعور يشبه الفقاعة.

1.3 المرحلة المتقدمة (الأسبوع 20-30)

مع تقدم الحمل، يبدأ الجنين في النمو بشكل أسرع، وتصبح حركاته أقوى وأكثر وضوحاً. تبدأ الأم في الشعور بحركات الجنين بشكل أكبر وأوضح، حيث يركل الجنين بقدميه أو يتحرك في رحمها بشكل ملحوظ. تصبح هذه الحركات أكثر تكراراً في هذه المرحلة.

1.4 المرحلة الأخيرة (الأسبوع 30-40)

في هذه المرحلة من الحمل، يكون الجنين قد اكتمل نموه تقريباً، وتصبح الحركات أكثر تنوعاً، وقد تشمل الركلات القوية، اللف والدوران، والحركات التي قد تشعر بها الأم في أماكن مختلفة من بطنها. قد تشعر الأم بحركات الجنين في أجزاء مختلفة من الجسم كالأضلاع أو الحوض، وعادة ما تكون هذه الحركات أقل من حيث القوة بعد الأسبوع 35 من الحمل بسبب ضيق المساحة داخل الرحم.

2. كيف تشعر الأم بحركة الجنين؟

تختلف تجارب النساء في شعورهن بحركة الجنين، حيث تعتمد على عوامل عديدة مثل عدد مرات الحمل السابقة، وضعية الجنين، وحجم الأم. بشكل عام، تبدأ النساء اللواتي يحملن لأول مرة في الشعور بالحركات في وقت لاحق مقارنة بالنساء اللواتي حملن سابقاً.

في البداية، قد يكون الشعور بحركة الجنين أشبه بالشعور بالغازات أو الفقاعات في المعدة. مع تطور الحمل، تصبح الحركات أكثر وضوحاً، وقد تشعر الأم بحركات قوية تشبه الركلات أو التموجات.

3. أسباب حركة الجنين

تحدث حركة الجنين بسبب تطور عضلاته وأعصابه. حيث إن الجنين، في مراحل الحمل المختلفة، يبدأ في استخدام أطرافه للتحرك داخل الرحم. في البداية، تكون هذه الحركات عشوائية وغير منسقة، لكن مع مرور الوقت، يصبح الجنين قادراً على التنسيق بين الأطراف والقيام بحركات أكثر تعقيداً، مثل التمدد واللف. تكون هذه الحركات جزءاً من تطور الجهاز العصبي والحركي للجنين.

تساعد حركة الجنين في تقوية عضلاته، بما في ذلك عضلات الساقين والذراعين والعمود الفقري. كما أن الحركات تشير إلى صحة الجهاز العصبي للجنين وتطوره الطبيعي.

4. متى يجب القلق بشأن حركة الجنين؟

من الطبيعي أن تشعر الأم بحركات الجنين خلال الحمل، لكن قد تختلف وتيرتها وشدتها من حمل لآخر. إذا كانت الحركات تتناقص أو تتوقف بشكل مفاجئ، فقد يكون هذا مؤشراً على مشكلة صحية. في هذه الحالة، من الضروري أن تستشير الأم الطبيب فوراً. من العوامل التي قد تؤثر على حركة الجنين هي:

• تغيرات في وضعية الجنين: أحياناً يمكن أن يغير الجنين وضعه داخل الرحم، مما يؤدي إلى شعور الأم بحركات أقل.

• ضغط الرحم: في بعض الحالات، مثل الحمل المتعدد أو إذا كان الجنين كبيراً، قد يكون هناك ضغط أكبر على الجنين مما يؤدي إلى تقليل المساحة المتاحة له للتحرك.

• المشاكل الصحية: بعض المشكلات الصحية مثل نقص الأوكسجين أو مشاكل في الحبل السري قد تؤدي إلى انخفاض حركة الجنين.

إذا كانت الأم تشعر بعدم انتظام في حركة الجنين، من الأفضل أن تستعين بتوجيهات الطبيب المختص.

5. العوامل التي تؤثر في حركة الجنين

هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر في حركة الجنين، ومنها:

• وضع الجنين داخل الرحم: إذا كان الجنين في وضعية معينة (مثل وضعية المؤخرة أو وضعية الرأس)، قد تؤثر هذه الوضعية في شعور الأم بالحركة.

• عدد مرات الحمل: قد تشعر النساء الحوامل لأول مرة بحركات الجنين في وقت لاحق مقارنة بالنساء اللاتي حملن سابقاً.

• حجم الأم: النساء ذات الوزن الزائد قد يجدن صعوبة في الشعور بحركة الجنين في المراحل المبكرة من الحمل.

• مستوى النشاط: قد تكون حركة الجنين أكثر وضوحاً إذا كانت الأم هادئة أو جالسة، حيث أن الحركات قد تكون أكثر بروزاً في هذه الحالة مقارنة مع النشاط البدني.

6. نصائح للتفاعل مع حركة الجنين

• استرخاء وهدوء: من المفيد أن تتخذ الأم وضعية مريحة أو أن تجلس في مكان هادئ لمراقبة حركة الجنين.

• الاستماع للموسيقى: بعض الدراسات تشير إلى أن بعض الأجنة قد تتفاعل مع الأصوات الخارجية، وبالتالي فإن الاستماع لموسيقى هادئة أو التحدث مع الجنين قد يشجع على زيادة الحركة.

• متابعة التغيرات: يجب على الأم متابعة تغيرات حركة الجنين، وإذا لاحظت أي تغيير مفاجئ أو غير طبيعي، ينبغي عليها استشارة الطبيب.

7. متى تنخفض حركة الجنين؟

في الأسابيع الأخيرة من الحمل، قد تصبح حركة الجنين أقل قوة بسبب قلة المساحة المتاحة داخل الرحم. هذا لا يعني بالضرورة وجود مشكلة، بل هو جزء طبيعي من مرحلة نمو الجنين. مع ذلك، إذا كانت الأم تشعر بقلق حول تقليل الحركة أو توقفها تماماً، يجب عليها طلب استشارة طبية.

من المهم أن تعلم الأم أن الحركات الخفيفة قد تكون مؤشرًا على أن الجنين بصحة جيدة، ولكن الحركات القوية والمنتظمة تشير إلى نشاط طبيعي وصحي للجنين.

8. خاتمة

تعد حركة الجنين جزءاً أساسياً من تجربة الحمل، حيث توفر للأم إحساساً بالطمأنينة والراحة. هذه الحركات ليست مجرد إشارات على تطور الجنين فحسب، بل هي أيضًا علامة على صحته العامة. على الرغم من أن حركة الجنين قد تختلف من حمل لآخر، فإن الوعي بتفاصيل هذه الحركات يساعد الأمهات على مراقبة صحة جنينهن بفعالية أكبر. إذا كانت هناك أي تغييرات مفاجئة أو مشكلات تتعلق بالحركة، فإن استشارة الطبيب تعد خطوة أساسية للاطمئنان على سلامة الحمل وصحة الجنين.