ماذا يقول القرآن عن الشعر؟

تتحدث القرآن الكريم عن الشعر في العديد من الآيات، ويتم ذكرها بالإيجاب والسلب على حد سواء. ويمكن الإجابة عن هذا السؤال من خلال الآيات التالية:

1- يذم القرآن الشعر المنافي لما يحمد الله فيه ويهلك الحق والدين، وهذا يمثل نوعًا من الشعر الجاهلي الذي كان يشكل نظامًا مختلفًا عن النظام الإسلامي. ومن المثال على ذلك قوله في سورة الشعراء: “وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَقُلْ لِلَّذِينَ اتَّبَعُوا الشُّعَرَاءَ أَئِنَّا نَتَّبِعُهُمْ مَا كَانُوا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ مِنَ الْهُدَىٰ أَمْ لَا رَبِّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” (الشعراء 201-203)

2- بالمقابل يمكن الإشارة إلى الشعر الذي يلهم المؤمنين على ذكر الله والتعبير عن حبه وتقديره، ويعتبر هذا النوع من الشعر محبوبًا ومرغوبًا في الإسلام، ومن المثال على ذلك قوله تعالى: “أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا * وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً * فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضْ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً * مَّنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا” (النساء 82-85)

على الرغم من أن القرآن لا يظهر مواقف صريحة تجاه الشعر من حيث المبدأ، إلا أنه يضع معايير وقواعد تجعل من الشعر وسيلة فعالة للشعور بالتغيير في النظام والدين.