تطور القانون الإداري في الولايات المتحدة بشكل كبير في القرنين التاسع عشر والعشرين، وذلك في ظل التوسع الكبير في دور الحكومة الفيدرالية. ولعل أبرز هذه التحولات هو إنشاء المحكمة الفيدرالية العليا في عام 1789، والتي تعتبر أعلى محكمة في الولايات المتحدة. وتعد المحكمة الفيدرالية العليا من أهم المؤسسات التي ساهمت في تطوير القانون الإداري في الولايات المتحدة، وذلك من خلال إصدارها للعديد من الأحكام والقرارات التي شكلت سابقة في مجال القانون الإداري.
كما ساهمت العديد من العوامل الأخرى في تطوير القانون الإداري في الولايات المتحدة، مثل:
إصدار العديد من القوانين واللوائح التي تنظم عمل الإدارة العامة.
إنشاء العديد من الهيئات الإدارية الجديدة، مثل:
الهيئات المستقلة.
المؤسسات الفيدرالية.
الشركات الفيدرالية.
مشاركة الولايات المتحدة في العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تتعلق بالقانون الإداري.
هذه العوامل ساهمت بشكل كبير في تطوير القانون الإداري في الولايات المتحدة، وجعلته أكثر استقرارًا وتنظيمًا.
فيما يلي مراحل تطور القانون الإداري في الولايات المتحدة:
المرحلة الأولى (1789-1887): كانت هذه المرحلة تتميز بسيطرة المحكمة الفيدرالية العليا على مجال القانون الإداري. وكانت المحكمة تتبع مبدأ “الفصل بين السلطات” الذي ينص على أن كل سلطة يجب أن تمارسها سلطة مستقلة عن الأخرى. ونتيجة لذلك، كانت المحكمة تنظر في القرارات الإدارية من حيث مدى مطابقتها للدستور فقط، ولم تكن تنظر في مدى مشروعيتها من حيث مدى مطابقتها للقانون.
المرحلة الثانية (1887-1937): كانت هذه المرحلة تتميز بظهور فكرة “السلطة التنفيذية الواسعة” التي تمنح الإدارة العامة سلطة واسعة في اتخاذ القرارات الإدارية. ونتيجة لذلك، بدأت المحكمة تنظر في القرارات الإدارية من حيث مدى مشروعيتها من حيث مدى مطابقتها للقانون، وليس فقط من حيث مدى مطابقتها للدستور.
المرحلة الثالثة (1937-1965): كانت هذه المرحلة تتميز بظهور فكرة “السلطة التنفيذية المحدودة” التي تقيد الإدارة العامة في اتخاذ القرارات الإدارية. ونتيجة لذلك، بدأت المحكمة تنظر في القرارات الإدارية من حيث مدى مطابقتها للدستور والقانون، كما بدأت تضع معايير لتقييم مشروعية هذه القرارات.
المرحلة الرابعة (1965-الحاضر): كانت هذه المرحلة تتميز بتطور القانون الإداري بشكل كبير، حيث أصبحت الإدارة العامة تلعب دورًا أكبر في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. ونتيجة لذلك، بدأت المحكمة تنظر في القرارات الإدارية من حيث مدى مطابقتها للدستور والقانون، كما بدأت تضع معايير أكثر صرامة لتقييم مشروعية هذه القرارات.