عائلة الطبري هي عائلة فلسطينية مسلمة بارزة سكنت مدينة طبرية. هناك روايتان حول أصولها:
- الرواية الأولى: تشير إلى أن العائلة قدمت من مدينة عجلون في شرق الأردن.
- الرواية الثانية: تفيد بأنهم جاءوا من منطقة حوران في جنوب سوريا.
من الصعب تحديد الرواية الأصح، لكن من الواضح أن المنطقتين متقاربتان جغرافيًا.
متى استقرت في طبرية، ومن تولى قيادتها في أواخر العهد العثماني؟
من المحتمل أن العائلة استقرت في طبرية خلال القرن الثامن عشر، خاصة بعد أن أصبحت المدينة ذات أهمية تحت حكم الشيخ ظاهر العمر الزيداني حوالي عام 1730. أول زعيم معروف للعائلة هو الشيخ عبد الله الطبري، الذي شغل منصب القاضي الشرعي خلال الحكم المصري (1831-1840) واستمر في منصبه حتى عام 1873.
في أواخر العهد العثماني، تولى قيادة العائلة سعيد محمد الطبري، الذي شغل مناصب مهمة مثل عضوية مجلس إدارة القضاء ورئاسة بلدية طبرية ابتداءً من عام 1900.
ما هي التغيرات التي طرأت على مكانة العائلة خلال فترة الانتداب، وهل كان هناك استمرارية أو طرأت تغيرات مقارنة بالفترة العثمانية؟
خلال فترة الانتداب البريطاني، استمرت عائلة الطبري في الحفاظ على مكانتها البارزة بين السكان العرب في طبرية. على الرغم من فقدان السيطرة على رئاسة البلدية لصالح اليهود في عام 1923، إلا أنهم ظلوا يتولون مناصب دينية وإدارية مهمة:
- الشيخ طاهر الطبري: أصبح مفتي وقاضي طبرية، واستمر في منصبه حتى عام 1946.
- نايف الطبري: برز كزعيم مؤثر، خاصة بين القبائل والريف، وأسس “الجمعية الخيرية العربية” عام 1947.
- صدقي الطبري: كان مديرًا لفرع البنك العربي في طبرية ونشطًا سياسيًا واقتصاديًا.
بذلك، كان هناك استمرارية في نفوذ العائلة، مع بعض التغيرات نتيجة الظروف السياسية الجديدة.
ماذا كانت مصادر قوتها وقاعدتها الاقتصادية؟
استندت قوة عائلة الطبري إلى:
- امتلاك الأراضي: امتلكوا قريتي ناصر الدين والمنارة بمساحة إجمالية تبلغ 6797 دونمًا.
- العقارات: كانوا يمتلكون مباني ومحال تجارية في طبرية، بالإضافة إلى خان ومضافة كانت مركزًا للنشاطات الاجتماعية.
- الزراعة وتربية المواشي: أشرفوا على زراعة أراضيهم من خلال مئات الحراثين وامتلكوا قطعانًا كبيرة من الماشية.
- المناصب الاقتصادية: سيطروا على سوق الجملة في المدينة، وأسسوا الغرفة التجارية عام 1945.
كيف كانت طبيعة علاقاتها بالحركة الوطنية الفلسطينية، وماذا كانت ميولها السياسية؟
كانت عائلة الطبري منخرطة بشكل فعال في الحركة الوطنية الفلسطينية:
- الشيخ طاهر الطبري: شارك في المؤتمرات الوطنية وكان رئيسًا للجمعية الإسلامية-المسيحية في طبرية.
- صدقي الطبري: ترأس “اللجنة القومية” خلال ثورة 1936، وكان عضوًا في الحزب العربي الفلسطيني ومقربًا من الحاج أمين الحسيني.
- نايف الطبري: قاد جماعة مسلحة عُرفت بـ”عصبة الشيخ نايف” وشارك في النشاطات الوطنية في الريف.
عمومًا، كانت ميول العائلة وطنية، مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع الجيران اليهود والسلطات البريطانية في بعض الفترات، خاصة للحفاظ على الاستقرار في المدينة.
