حياك الله السائل الكريم، نعم عزيزي السّائل، هناكَ حديث شريف مشهور لجبريل -عليه السلام-، حين جاء يسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمام أصحابه عن أركان الإسلام، وأركان الإيمان، وعن مفهوم الإحسان، وعن موعد قيام الساعة، وعن علامات الساعة، وقد جاءه في هيئة البشر، بهيئة جميلة، وقد أثارت هيئته فضول الصحابة؛ لعدم معرفتهم إياه من قبل.
وقد عدّ العلماء هذا الحديث من الأحاديث الجامعة لأصول الدين وثوابته؛ وقد قصد بذلك جبريل -عليه السلام- بتساؤلاته هذه تعليم الصّحابة أمور الدين؛ لأنّه كان يسأل ويُصدّق في الوقت ذاته.
عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: (بيْنَما نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يَومٍ، إذْ طَلَعَ عليْنا رَجُلٌ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيابِ، شَدِيدُ سَوادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عليه أثَرُ السَّفَرِ، ولا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَدٌ، حتَّى جَلَسَ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ، ووَضَعَ كَفَّيْهِ علَى فَخِذَيْهِ…
قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ، قالَ: صَدَقْتَ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإحْسانِ، قالَ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَراهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فإنَّه يَراكَ). “أخرجه مسلم”
وكما يظهر من الحديث، فإن أركان الإيمان ستة، هي:
الإيمان بالله -تعالى-
يعرف الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- الإقرار بوجود الله واستحقاقه بالعبادة وحده، كما يجب الإقرار بأسمائه وصفاته التي دلت عليه.
الإيمان بالملائكة
هو الإقرار بأنهم خلق الله المكرومين اللذين لا يعصونه أبدًا، ومنهم من وكل بالوحي: كجبريل -عليه السلام- ومنهم من وكل بقبض الأرواح وهو ملك الموت.
الإيمان بالكتب السماوية
هو التصديق الجازم بجميع الكتب السماوية التي أنزلها الله-تعالى- على رسله.
الإيمان بالرّسل
هو التصديق الجازم بكل رسول أرسله الله -سبحانه- لكل أمة لتبليغها رسالة التوحيد.
الإيمان باليوم الآخر
هو الإيمان بما يسبق يوم القيامة وما يحدث خلاله من أوقائع كالبعث والنشور والحساب وغيرها، وكذلك التصديق الجازم بالعلامات الدالة عليه.
الإيمان بالقَدَر خيره وشرّه
هو الإيمان الجازم بعلم الله-تعالى- وتدبيره للأمور كلها خيرها وشرها، وأن لكل إنسان قدر مكتوب له بأمر الله وتدبيره.
المصدر: موقع موضوع