يعتبر الهِجاء من أقدم الفنون الشعرية في العالم، وتشكل جزءًا من التراث الشعبي في العديد من الثقافات. يعكس الهِجاء عادةً الصراعات والصدامات الاجتماعية والثقافية، ويعتبر وسيلة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس السلبية والإيجابية الخاصة بالمجتمع.
تأثير الهِجاء في الشعر على التاريخ والذاكرة يعود إلى القدرة على تسليط الضوء على الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي يعيشها المجتمع في فترة معينة، وبالتالي تقديم صورة حقيقية عن تلك الحقبة الزمنية. يساهم الهِجاء في بناء التراث المجتمعي والتاريخي من خلال الحفاظ على المعارف والتقاليد والقيم الثقافية التي تمثلها.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للهِجاء أن يؤثر بشكل كبير في تشكيل تاريخ المجتمعات والأمم، وخاصة في المحافل السياسية والاجتماعية والثقافية. يمكن استخدام الهِجاء للتعبير عما يشعر به المجتمع، والتأثير في القرارات السياسية والتشريعية والاجتماعية والثقافية التي تتخذها الحكومات.
بهذه الطريقة، يمكن للهِجاء أن يصبح أداة قوية لتشكيل الذاكرة الجماعية للمجتمعات، والاحتفاظ بسجلات تاريخية لما ضرب الشعب وما افتخر أيضاً به. ومن خلال الحفاظ على هذه الذاكرة، يمكن للمجتمعات الاستفادة من الأخطاء والصعوبات التي واجهوها في الماضي، وتحسين مستقبلهم.