المؤتمر الأول في موسكو، الذي عُقد في الفترة من 29 سبتمبر إلى 1 أكتوبر 1941، يعتبر من أحداث الحرب العالمية الثانية ذات الأهمية البارزة. تم تنظيم هذا المؤتمر البارز بواسطة الحلفاء الثلاثة الرئيسيين: الاتحاد السوفيتي، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، بهدف مناقشة الأوضاع الراهنة وتطوير استراتيجيات مشتركة في مواجهة تحديات الصراع العالمي ضد القوى المحورية، ولا سيما ألمانيا النازية.
أثر المؤتمر الأول في موسكو على مسار الحرب كان كبيرًا، حيث تمت مناقشة الجهود المشتركة لمواجهة الهجمات الألمانية وسُبرت الاستراتيجيات العسكرية المحتملة للتصدي للتوسع النازي. وقد اتخذت الحكومات المشاركة خطوات هامة لتعزيز التعاون العسكري والاقتصادي بينها، مما ساهم في تعزيز التضامن الدولي ضد العدو النازي وتعزيز الروح المعنوية للحلفاء.
من أبرز النتائج التي خرجت عن المؤتمر كانت تعهدات الدعم المتبادل بين الحلفاء، فضلاً عن تحديد الأولويات العسكرية والسياسية للحلفاء في المرحلة الراهنة من الصراع. كما أن المؤتمر شكّل بدايةً لسلسلة من المشاورات الدولية التي شكلت أساسًا للتعاون بين الحلفاء خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
تأتي أهمية المؤتمر الأول في موسكو في سياق السعي المستمر لتحقيق التنسيق والتعاون الدولي لمواجهة التهديد النازي والدفاع عن الحريات والقيم الديمقراطية، وقد ترسخت خلاله الثقة المتبادلة بين الحلفاء وتعززت العلاقات الدبلوماسية بين الدول المشاركة.