مؤتمر بوتسدام: منعطف تاريخيّ

مؤتمر بوتسدام، الذي عُقِد في الفترة ما بين 16 و26 يوليو عام 1945، يمثل منعطفًا تاريخيًا هامًا في نهاية الحرب العالمية الثانية. اجتمعت في هذا المؤتمر القمة الثلاثية التي تضمنت الولايات المتحدة برئاسة الرئيس هاري ترمان، والاتحاد السوفيتي بقيادة الزعيم جوزيف ستالين، والمملكة المتحدة بقيادة رئيس الوزراء البريطاني كليمنت أتلي.

كانت الغاية الرئيسية لهذا المؤتمر هي مناقشة تقسيم أوروبا بعد الحرب وترتيب الأوضاع السياسية والاقتصادية في مرحلة ما بعد الحرب. وقد تم التوصل خلال المؤتمر إلى العديد من الاتفاقيات الهامة، منها تقسيم ألمانيا إلى أربع مناطق احتلال، حيث تولت كلٌ من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة وفرنسا السيطرة على منطقة معينة.

كما تمت مناقشة العديد من القضايا الأخرى، مثل معاهدة السلام مع ألمانيا والتعاون الدولي في مجالات مثل الاقتصاد وإعادة الإعمار. ومن بين القرارات الرئيسية التي اتُخِذَت خلال المؤتمر، تأكيد قرار محاكمة الجرائم الحرب، وإعداد خطة لتطبيق مبادئ الديمقراطية في ألمانيا.

ويُعتبر مؤتمر بوتسدام بمثابة النقطة الفاصلة التي جسدت البداية الرسمية للانفصال السياسي والاقتصادي بين القوى الغربية والاتحاد السوفيتي، وهو ما أشار إلى بداية الحقبة الباردة. كما أنه شكّل قاعدة هامة للعلاقات الدولية والتوازن العالمي للعقود اللاحقة.