في عام 1958، أثناء فترة رئاسة دوايت د. إيزنهاور، التي شهدت إطلاق أول قمر صناعي أمريكي وتقديم دمية باربي التي أصبحت ناجحة فورًا، كان هناك حدث آخر في عالم السيارات، وهو إطلاق سيارة LINCOLN Continental MkIII. كان هذا الطراز هو محاولة من لينكولن للدخول إلى سوق السيارات الفاخرة، التي كانت تهيمن عليها كاديلاك إلدورادو.
كان عام 1958 عامًا مزدحمًا، حيث قررت لينكولن أن تتحدى المنافسة وتقدم سيارة Continental MkIII بتصميم يتميز بزعانف كبيرة، السمة المميزة لتلك الحقبة. كانت السيارة متوفرة في لون معين يدعى “Presidential Black”، وكانت أكبر حجمًا، وأثقل وأسرع من إلدورادو. لكن مشكلتها الرئيسية كانت في استهلاكها الكبير للوقود، حيث كانت قادرة على الحصول على 9 ميلاً للغالون في أفضل الحالات. وعلى الرغم من ذلك، لم تكن هذه مشكلة في ذلك الوقت بسبب تكلفة البنزين البالغة نحو 30 سنتًا للغالون.
فيما يتعلق بالمواصفات الفنية، كانت LINCOLN Continental MkIII مجهزة بمحرك V8 سعة 7.0 لتر بقوة 315 حصانًا، وكانت تعتمد على نظام الكربيتور لتوفير الوقود. كانت تتسارع من 0 إلى 62 ميلاً في الساعة في غضون 11.6 ثانية، وكانت تصل سرعتها القصوى إلى 119 ميلاً في الساعة. كما كانت تعتمد على ناقل حركة أوتوماتيكي بثلاث سرعات وتقود بنظام الدفع الخلفي.
من الداخل، كانت LINCOLN Continental MkIII تفتخر بتكنولوجيا فاخرة لتلك الحقبة، مع فتحات تكييف الهواء المثبتة في السقف وميزات فاخرة أخرى. ومع ذلك، كانت هناك بعض المشاكل، حيث لم تقم لينكولن بوضع اسمها على السيارة أو حتى وضع شعار لينكولن عليها.
ولكن الصعوبات الحقيقية كانت في أزمة مالية ضربت في تلك السنة، مما أدى إلى توقف مبيعات السيارة. وبسبب هذه الأزمة، تم إيقاف إنتاج LINCOLN Continental MkIII، وساعد ذلك لينكولن على البقاء في السوق، على الرغم من أن العلامة الفاخرة خسرت 1000 دولار لكل سيارة تم بيعها. ويعود ذلك جزئياً إلى أن السيارة كانت تُصنع بشكل يدوي بشكل كبير.
في الختام، يُعتبر LINCOLN Continental MkIII من التحف الفاخرة التي شهدت عصر الزعانف الكبيرة، حيث قدمت للعالم مزيجًا من الرفاهية والقوة، ورغم تحدياتها الاقتصادية في تلك الحقبة، إلا أنها تظل جزءًا لا ينسى من تاريخ صناعة السيارات.