تُعد قصيدة “ليلة قبل عيد الميلاد” (The Night Before Christmas)، والمعروفة أيضًا باسم “زيارة القديس نيكولاس” (A Visit from St. Nicholas)، واحدة من أشهر الأعمال الأدبية التي تعكس روح الاحتفال بعيد الميلاد في الثقافة الغربية. هذه القصيدة، التي كتبها كليمنت كلارك مور وأُعيد نشرها مع الرسوم التوضيحية لجيري سماث، تظل مثالاً بارزًا على كيفية تأثير الأدب على تقاليد العيد.
تم نشر النسخة التي بتوضيحات جيري سماث من قبل دار النشر “Golden Books” في أغسطس 1994. يُصنف الكتاب ضمن أدب الأطفال، تحديدًا في فئة العطلات والاحتفالات، ويُركز بشكل خاص على عيد الميلاد والمجيء. القصيدة نفسها تصف زيارة سانت نيكولاس، المعروف أيضاً باسم سانتا كلوز، ليلة عيد الميلاد، حيث يُقدم الهدايا للأطفال في جو يعمه البهجة والسرور.
العمل الفني الذي قدمه جيري سماث يضيف طابعاً مرحًا وجذابًا للقصيدة، مما يجعل الكتاب محبوباً لدى الأطفال والعائلات على حد سواء. الرسوم التوضيحية لا تُظهر فقط الشخصيات بطريقة دافئة وملونة، بل تُبرز أيضًا التفاصيل المعمارية والتصاميم الداخلية للمنازل خلال القرن التاسع عشر، مما يعكس البيئة التي كُتبت فيها القصيدة الأصلية.
تعود جذور القصيدة إلى عام 1823، عندما نُشرت لأول مرة في صحيفة “تروي سينتينل” في نيويورك. منذ ذلك الحين، تم تكييفها وإعادة طبعها بعدة صيغ وترجمات، لكن النسخة المزودة برسوم جيري سماث تبقى واحدة من النسخ التي تُقدم تجربة بصرية غنية تكمل النص الأصلي بكفاءة.
فيما يخص محتوى القصيدة، فإنها تبدأ بالتوتر المتوقع ليلة عيد الميلاد، حيث الجميع نائمون والبيت هادئ تماماً. تُصوَّر الرحلة السحرية لسانتا كلوز بوصف دقيق ومشوق يتخلله الإثارة والمفاجآت. يُصور كليمنت كلارك مور سانتا كرجل دوّار ومرح، يعمل بسرعة وكفاءة لتوزيع الهدايا تحت الشجرة.
الاحتفاء بهذا الكتاب لا يقتصر على النص والصور فحسب، بل يمتد ليشمل الطريقة التي يُسهم بها في تعزيز روح العيد لدى القراء من جميع الأعمار. كما يُعتبر هذا العمل مصدر إلهام للعديد من الأفلام والمسرحيات والأعمال الفنية الأخرى التي تحتفي بعيد الميلاد، ويُسهم في ترسيخ صورة سانتا كلوز في الثقافة الشعبية.
في الختام، تظل “ليلة قبل عيد الميلاد” بتوضيحات جيري سماث، الصادرة عن “Golden Books”، مثالاً حياً على كيفية تفاعل الأدب مع التقاليد الثقافية وتأثيرها في تشكيل وعي وذكريات الأجيال حول معنى الاحتفال بعيد الميلاد. هي ليست مجرد قصيدة، بل رحلة سنوية يعيشها القارئ في عالم الخيال والسحر، وتعد بأن تواصل إلهام المزيد من القراء والمشاهدين في كل موسم عيد ميلاد.